الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعظم ما يقابل به البلاء الصبر

السؤال

بم تروح أم مسلمة عن نفسها؟ وكيف تحقق الصبر؟ فقد أوذيت بسبب دينها من قبل أمها ـ الجدة ـ التي تحاول تنصير أي أحد في الأسرة المسلمة ليعيشوا معها على طريقتها في الدنيا، ولكي يكونوا معها يوم القيامة لدرجة حرب الأعصاب ومحاولة القتل، وأوذيت من قبل أختها الشامتة بسبب وصية كتبتها الجدة لها وحدها ومناصرة لهذه الجدة بطرق شتى؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فينبغي لهذه الأخت أن تستحضر أن هذه الحياة دار ابتلاء، قال تعالى: ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون { الأنبياء: 35 }.

ومن أعظم ما يتسلى به المؤمن هو الصبر على هذا الابتلاء، ففي ذلك كفارة لسيئاته ورفع لدرجاته، ويمكن مطالعة فضائل الصبر بالفتوى رقم: 18103.

وعليها أن تستحضر سيرة الأنبياء والصالحين من هذه الأمة ومن الأمم التي قبلها كيف أوذوا فصبروا على الأذى، وكيف كان كانت العاقبة الحميدة بالنسبة لهم والعاقبة السيئة لأعدائهم، قال تعالى: ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا الآية { الأنعام: 34}.

وينبغي أيضا أن تحرص على أخواتها المسلمات الصالحات ليكن عونا لها إذا ذكرت، وليذكرنها إذا نسيت، وليقفن بجانبها إذا واجهتها محن ومصاعب، ومن أهم ما ينبغي أن يكون محل اهتمامها هو تعلم العلم الشرعي لمواجهة ما يمكن أن يحدث من محاولات التشكيك في الدين، أو بث شيء من السموم والأفكار سواء من قبل الجدة، أو من قبل غيرها، وأن تعمل على تحصين أفراد الأسرة من هذه الأفكار، ويمكنها أن تهدد جدتها وأختها برفع الأمر إلى الجهات المسئولة، بل وإذا تطلب الأمر رفع شكوى فلتفعل، خاصة وأنها مهددة بالقتل، أو هي والمسلمون من أفراد أسرتها، ليردع من تسول له نفسه فعل شيء من ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني