الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة النصوح تجلب عفو الله ومغفرته

السؤال

لو سمحت يا شيخ أنا لما كنت صغيرة كنت أعمل أشياء خاطئة كثيرة، ولا أعرف أنها خاطئة، وثمت شيء غلط ظللت أعمله إلى أن أصبح عمري 14 سنة، وبعد ذلك عرفت أنه حرام، وعملته مرتين وبعد ذلك بدأت أصلي وأستغفر ربنا، ورحت عمرة أنا وأهلي، وأهلي قالوا لي طالما فعلت عمرة ربنا غفر لك، وحاسة بالندم الشديد وأمور قديمة أتذكرها وأظل أعاتب نفسي، لماذا عملتها لكني حاسة أن ذنوبي كثيرة جدا، وحاسة أن ربنا لن يغفر لي. فأرجو مساعدتي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمهما كان ذنبك عظيما فإن عفو الله تعالى أعظم، والله تعالى يغفر الذنوب جميعا لمن تاب من ذنبه توبة صادقة مستوفية لشروطها، وشروط التوبة هي الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم العودة إليه، والندم على فعله، وإذا كان الذنب متعلقا بحق آدمي فلا بد من رد الحق إليه أو استحلاله منه، فإذا تبت من ذنبك هذه التوبة النصوح المستوفية لشروطها، فثقي بعفو الله، وأملي في فضله الواسع، وكوني حسنة الظن به تعالى، فإنه تعالى يقول: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم. وما عملته من الذنوب في الصغر قبل أن تبلغي فلست مؤاخذة عليه؛ لأن قلم التكليف لم يكن جرى عليك، وأما ما عملته بعد البلوغ فتكفيك فيه التوبة المتقدمة شروطها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني