الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هذه الأمور الثلاثة تكفي لمنع إنشاء هذا البرنامج

السؤال

ما حكم إنشاء موقع يقوم بمعرفة حالة بريد الياهو مسنجر إذا كان مغلقا أو مفتوحا، حيث يقوم الزائر بمعرفة إذا كان صديقه على الخط أم مغلقا أم مخفيا. ويعطي للزائر صورة بروفيل البريد، مع العلم بأن بعض الأشخاص سيقومون بمعرفة حالة بعض الإيميلات التي بها صور محرمة وأصحابها ليسوا جيدين أخلاقيا، ومع العلم أيضا أني سأكسب المال من خلال إعلانات على الموقع ( إعلانات جوجل ) وسأقوم بمنع أكبر قدر أستطيع منعه من الإعلانات المحرمة. شكرا ! ملاحظة: إذا تريدون معلومات أكثر إن شاء الله أرد عليكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي فهمناه من السؤال هو أن البرنامج المذكور له ثلاث خصائص وهي: أنه يمكن من معرفة المتصل، ولو كان قد وضع شعارا يخفيه عن المتصلين. وأنه يكشف سر المتصل فيطلع على الصور الموجودة لديه ونحوها.
وأنه يمكن صاحبه من عرض الإعلانات فيه، ومنها ما هو محرم، ولا يستطيع التحكم في كل ما يعرض فيه.

وهذه الأمور الثلاثة تكفي لمنع هذا البرنامج، فالأمر الأول من باب الاطلاع على خصوصيات الناس، فمن يضع شعارا يخفيه عن المتصلين لا يريد منهم أن يتصلوا به لانشغاله فهو كمن وضع حجابا على بابه أو شعارا يمنع الدخول عليه، وكمن يقول للمستأذن: ارجع، وقد قال تعالى: (وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم).
والأمر الثاني من باب تتبع العورات والتجسس وهو محرم شرعا، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا {الحجرات:12}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تباغضوا، وكونوا إخواناً. متفق عليه.
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه، صب في أذنه الآنك يوم القيامة. رواه البخاري. وروى الترمذي في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: يا معشر من قد أسلم بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه: لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله.
والأمر الثالث وهو كون البرنامج تعرض فيه الإعلانات، وبعضها محرم، وأنت لا تستطيع التحكم فيها كلها، فإن عرض فيه ما هو محرم كنت معينا عليه مشيعا له، وهذا محرم شرعا، وبالتالي، فلا يجوز استخدام ذلك البرنامج؛ لما بيناه وفقا لما ذكر في السؤال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني