الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم رد الخاطب لسوء سمعة قبيلته

السؤال

عندي صديقة أعرفها منذ 8 سنوات، عندها أخ عمره 30 سنة، تقدم هذا الشاب لخطبتي، ولكن والدي رفضه بدون السؤال عنه محتجا بأنه لا تكافؤ في النسب، لأنه عتيبي وأن العتبان قطاعو طرق وأنهم حرامية، علما بأن الشاب كان عندهم كلب، ولكنهم أخرجوه، وهو يصلي ولا يدخن ولا يسكر أو يستخدم المخدرات، وهذه المعلومات قد أخذتها من شيخ ثقة، اتصلت به وطلبت منه السؤال عن الشاب، لأن حجة والدي لم تقنعني، وهذا الشاب قد كتب المنزل الذي اشتراه باسم والدته لكي لا تحتاج لأحد من بعده، وعندما قلت هذا الكلام لوالدي قال بأن هذا ليس رجلا لكونه فعل هذا، وأنا لا أخفيكم بأنني قد أعجبت كثيرا بهذا الشاب، خصوصا من حديث أخته عنه طوال هذه الفترة، وعندما سألت الشيخ عنه قال لي بأن هذا الشاب حسن السمعة في الحارة والعمل، وأنه محافظ على الصلاة، علما بأن هذا الشاب وأسرته لم أعلم بأنهم قد سرقوا، وأمي أعجبها الشاب وقد حاولت مع والدي ولكنه رفض وإخوتي أيضا، ولكن الرفض جاء فقط من الوالد، فهل صحيح أنه ليس هناك تكافؤ في النسب؟ وهل إعجابي بهذا الشاب محرم أو مخل بالآداب؟ علما بأنني لم أتحدث معه مطلقا، وما تفسير قول النبي عليه السلام: لم ير للمتحابين مثل النكاح؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فسواء كان ما ذكره والدك عن قبيلة هذا الشاب يعد قدحا في الكفاءة من حيث النسب أم لا، فإن الراجح عندنا أن اختلاف النسب لا يؤثر في الكفاءة بين الزوجين، وأن المعتبر في الكفاءة بين الزوجين هو الدين فقط، كما سبق أن بيناه في الفتوى رقم: 2346.
فإذا كان هذا الشاب كفؤاً لك وكان رفض أبيك لمجرد اختلاف النسب، فعليك أن تجتهدي في إقناع والدك بقبول هذا الشاب، وتستعيني على ذلك ببعض الأقارب مّمن يقبل قولهم، فإن أصرّ على الرفض فمن حقّك أن ترفعي أمرك إلى القاضي الشرعي ليأمره بتزويجك أو يأمر غيره من أوليائك، فإن أبوا زوّجك القاضي، كما بينّاه في الفتوى رقم: 79908.
ولكن ننبه إلى أنّ الغالب أن الأب يحرص على اختيار الأفضل لابنته، كما ننبه إلى وجوب بر الوالد بكل حال فإن حقه عظيم، واعلمي أن إعجابك بهذا الشاب لدينه وخلقه ليس محرما ولا منافيا للآداب ما دام لم يحملك على مخالفة الشرع، وأما عن قوله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح ـ فمعناه ـ والله أعلم ـ أن أفضل علاج للتعلق القلبي بين الرجل والمرأة هو الزواج، قال المناوي: أراد أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق النكاح فهو علاجه الذي لا يعدل عنه لغيره إذا وجد إليه سبيلا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني