الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحباب التبكير بالزواج وأسس اختيار الزوجة

السؤال

أنا شاب أرغب في خطبة فتاة ملتزمة خلوقة نحسبها كذلك ولا نزكيها على الله، وإخوتها هم أصدقائي ويرغبون بي ويرحبون بخطبتي لأختهم وأنا من أسرة ميسورة ـ والحمد لله ـ ولكني لا أعمل في الوقت الحاضر، لأني ما زلت أبني نفسي أي أنني أتعلم كما أنني أذهب أحيانا مع أبي إلى مكان عمله، وفي العام القادم ـ إن شاء الله ـ سيصبح العمل مؤمنا حيث أكون حصلت على الشهادة ـ بإذن الله ـ فهل تنصحوني بالإقدام على الخطبة حاليا أم أؤجل ذلك حتى يصبح العمل مؤمنا؟ علما بأني شاب شديد الشهوة والله المستعان ولا أصبر عن الزواج، وأنا مبتلى بالعادة السرية، أسأل الله أن يعافيني منها، وكلما تبت منها عدت مرة أخرى، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وكما سبق وقلت بأني ميسور بفضل الله وأملك مكانا للسكن ومصاريف الكسوة والطعام بالنسبة للمرأة مؤمنة، إلا أنني مازلت آخذ المال من أبي لكن سأستقل بنفسي بإذن الله في العام القادم، فهل هذا الأمر يعتبر مانعا من الزواج؟ وهل إذا لم تكن هذه الفتاة بدرجة الجمال المطلوبة أرفضها؟ علما بأنها ذات خلق ودين وحسب وغنى، وأسأل الله أن تكون جميلة كذلك، وهل لكم من نصائح لمن يقدم على الزواج؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت قادرا على الزواج ومحتاجا إليه فلتبادر به ولا تؤجله، فليس في إنفاق أبيك عليك ما يمنعك من الزواج، بل إنك إذا خشيت الوقوع في الحرام وجب عليك التعجيل بالزواج وحرم عليك تأخيره، قال البهوتي الحنبلي: وَيَجِبُ النِّكَاحُ بِنَذْرٍ وَعَلَى مَنْ يَخَافُ بِتَرْكِهِ زِنًا وَقَدَرَ عَلَى نِكَاحِ حُرَّةٍ وَلَوْ كَانَ خَوْفُهُ ذَلِكَ ظَنًّا.

ولا يجوز لك ممارسة ما يعرف بالعادة السرية، فهي عادة منكرة لها آثارها السيئة، وقد سبق بيان حكمها وكيفية التخلص منها في الفتوى رقم: 7170

أما بخصوص اختيار الزوجة فالمعتبر في ذلك هو دينها وخلقها قبل كل شيء، لكن ذلك لا يمنع من اعتبار الجوانب الأخرى في الاختيار، بل إن مراعاة الزوج ما يوافقه في الزوجة، أدعى لحصول المودة بين الزوجين فقد روي عن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجة.
قال ابن قدامة: ويختار الجميلة، لأنها أسكن لنفسه وأغض لبصره وأكمل لمودته ولذلك شرع النظر قبل النكاح.

ومن المعلوم أن الجمال نسبي، فما يوافق شخصاً قد لا يوافق آخر، والعبرة بالقبول، والنصيحة لمن يقدم على الزواج أن يتقي الله ويحسن قصده بالزواج ويتعلم أحكامه وآدابه الشرعية قبل أن يقدم عليه ويحرص على التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في معاملة أهله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني