الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استعمال برنامج يحتوي على استهزاء بالكتب السماوية

السؤال

اكتشفت مؤخرا أن أحد البرامج المشهورة تحتوي على صفحة برأيي تستهزئ بالكتب السماوية (الإنجيل على ما أعتقد).
ما حكم هذا الفعل بشكل عام؟ وما حكم استعمال البرنامج؟
اسم البرنامج: فايرفوكس
لا يمكن وضع روابط الصفحة المسيئة هنا لذا سأكتب حروف العنوان بالعربي:
أي-بي-او-يو-تي-:-ام-او-زي-اي-ال-ال-اي

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاستهزاء بالله وآياته وكتبه المنزلة من عنده كفر لما في قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ * {التوبة:65، 66}.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: إن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر، يكفر به صاحبه بعد إيمانه. اهـــ .

وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في بيان الناقض السادس من نواقض الإسلام: من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه ـ كفر، والدليل قوله تعالى: (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم). اهـ.

وهذا يشمل الكتب السماوية كلها لأنها تشتمل على اسم الله وربما يوجد فيها ما هو من كلام الله أصلا . وأما ما تؤكد من تحريفه فلا حرمة له.

ولا يحرم كذلك ما لو استهزأ بالباطل الموجود في الإنجيل المحرف فبين ما فيه من تناقض ومخالفة للمنقول والمعقول.

وأما عن استعمال البرنامج فإن كان في أمر مباح، ولم يكن في استعماله ترويج لباطل أو إقرار له فلا حرج فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني