الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود تعامل المرأة مع الطفل غير المميز

السؤال

لي قريب يقارب سنّه ثلاث سنوات، تعلّق بي وهو يحبّ اللعب معي كثيرا وكثيرا ما يرتمي في أحضاني ويقبّلني بعنف وبإفراط على وجنتي ويبقى يعانقني ويكرر أحبّك وما أجمل أنفك وما أجمل كذا وكذا فيك، قالت لي أمّه إنه لا يفعل هذا عادة مع أي أحد، وحقيقة أنا أسمح له بفعل هذا كلّه ولا أريد منعه حتى لا أؤذيه، لكن موقفه هذا يجعلني محرجة بيني وبين نفسي وحائرة من الحدود في لعب فتاة شابّة مثلي مع الأطفال وما أسمح له بلمسه منّي وما لا أسمح، فهل هذا طبيعي لمن هو في سنّه؟ وما هي الضوابط؟ يرحمكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن المعلوم عادة أن الطفل في مثل هذه السن لا شهوة له ولا يعرف معنى للشهوة، ومن هنا أباح الشرع للمرأة إبداء الزينة أمام الطفل الذي لا يفهم شيئا من أمور النساء وما يريده الرجل من المرأة، قال تعالى: أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء { النور:31}.

وقد نقلنا كلام أهل العلم في تفسيرها وذلك بالفتويين رقم: 18585، ورقم: 63990.

وصدور مثل هذه العبارات من مثله أمر غريب ولكن غالبا ما يكون مقلدا فيها لمن سمع منه مثلها في مسلسل تلفزيوني أو نحوه، ولذا ينبغي التنبه والحذر من ذكر مثلها أمام الأطفال أو تمكينهم من رؤية المسلسلات أو الأفلام التي لا تراعى فيها أحكام الشرع، فقد تنطبع الصورة في ذهنه ويكون لها الأثر السيء عليه بعد بلوغه، وعلى كل فلا حرج عليك في تصرفه هذا معك وتمكينك إياه من تقبيلك، أو تقبيلك له مالم يكن ذلك سببا في إثارة شهوتك فيحرم عليك حينئذ تقبيله أو تمكينه من تقبيلك، وانظري الفتوى رقم: 24392، وهي عن تقبيل الصغير.

وقد نص بعض الفقهاء على أن الطفل غير المميز لا يجب على المرأة الاستتار منه، قال ابن قدامة في المغني: فأما الغلام فما دام طفلاً غير مميز لا يجب الاستتار منه في شيء. اهـ.

فما دام هذا الطفل في هذه السن التي هي دون سن التمييز فلا حرج عليك إن مس أي جزء من جسدك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني