الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التصرف في العربون إن لم يأت المشتري وبيعت السلعة

السؤال

قمت بالإعلان عن بيع عربة للأطفال فأتى شخص لشرائها فأعجبه المبيع وقدم لي عربونا وقال: هذا الشيء أصبح لي، والعربون لك وسوف آتيك غدا لنقله وإعطائك بقية المبلغ ـ فانتظرت الغد فلم يأت، ثم بعد أيام اتصل وقال إنه ينوي المجيء فاعتذرت لكوني خارج البيت
واتصل مرة أخرى ووعدني بالمجيء ولكنه أخلف وعده ثم اختفى بعدها، والآن وقد مرّ أكثر من شهر على عدم اتصاله أنوي الرحيل فأنا مضطر لبيع العربة في أقرب وقت, وهذا ما فعلت البارحة, والسؤال هو: هل بيع العربة فيه إثم عليّ؟ وهل يعتبر غيابه نقضا للبيع فيحق لي أخذ العربون، علما أنني لا أعلم مكانه أو رقم هاتفه؟ أرجو من فضيلتكم الإفتاء تحت ضوء المذهب المالكي إن كان هناك اختلاف بين المذاهب، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمقتضى المذهب المالكي فيما ذكرت هو أن بيع العربون لايصح ولا يجوز للبائع أخذه وعليه رده للمشتري، كما ذهب إلى ذلك أيضا الشافعي وأصحاب الرأي، ويروى عن ابن عباس والحسن، لما رواه أحمد والنسائي وأبو داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع العربان.

والعربان بضم العين هو العربون.

وبالتالي، فما تم بينك وبين الرجل لايصح وفق المذهب المالكي وللرجل عربونه إن كان الاتفاق تم على أنه إن مضى في البيع حسب العربون من الثمن وإن لم يمض فيه فهو لك، فهذا العقد بهذه الصورة يفسخ في المذهب المالكي، وبيعك للعربة صحيح لا حرج فيه، لعدم صحة البيع الأول، ومتى عاد البائع يرد إليه، وإذا لم يعد وأيست منه فلك أن تتصدق به عنه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني