الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس ابن تيمية وحده هو الذي ردَّ على الأشاعرة والماتريدية

السؤال

تدعي أنك من أتباع منهج الوسطية إلا أني لاحظت أنك تتكلم كلاماً غير لائق عن الأشعرية ولم يفعل ذلك سوى ابن تيمية وأتباعه. وجميع أهل الكلام من أهل السنة سواء كانوا من الماتريدية أو الأشعرية.لذا انتبه إلى ما تقول لأنك مسؤول أمام الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمنهج الأشاعرة والماتريدية في العقيدة ليس هو منهج أهل السنة والجماعة، بل إن الأشعري -رحمه الله- رجع عن كثير من آرائه التي يتبناها من يزعمون أنهم أتباعه اليوم، ومعتقده الموافق لأهل السنة مدوَّن في آخر ما ألفه من مؤلفات كـ: (مقالات الإسلاميين) و(الإبانة) و(رسالة إلى أهل الثغر).
وليس شيخ الإسلام ابن تيمية وحده هو الذي رد عليهم خطأهم، ومن شاء فليقرأ معتقد السلف في ما دونه اللالكائي في (أصول الاعتقاد) و الأصفهاني في (الحجة) و الذهبي في (العلـو)، وقبلهم عبد الله بن أحمد بن حنبل في السنة و ابن خزيمة في (التوحيد) و ابن منده في (التوحيد) أيضاً، وغيرها من دواوين أهل الإسلام المعتمدة في المعتقد.
والقول: بإن أهل الكلام جميعاً من أهل السنة محض افتراء، ويرد عليه ويكذبه أن الأشاعرة والماتريدية -والذين يدعي السائل أنهم من أهل السنة- يضللون ويبدعون أهل الاعتزال الذين هم أصل أهل علم الكلام، وكثير من أهل الكلام من الأشاعرة والماتريدية، وقليل منهم من أهل السنة والجماعة.
والمنصف في كلامه وحكمه هو الذي ينظر في كتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة والتابعين من بعدهم من أهل القرون المفضلة، وفي أقوال أئمة المسلمين كالأئمة الأربعة وأمثالهم، ويقارن بينها وبين كلام الأشاعرة والماتريدية وبينها وبين كلام أهل السنة، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية وسيعلم أن ابن تيمية ومن وافقه هم الموافقون للكتاب والسنة وأقوال السلف والأئمة، لا الأشاعرة والماتريدية.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني