الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإصلاح أولى من الطلاق

السؤال

كنت أحب فتاة حبا كبيرا وقررت الزواج منها، وفاتحت عائلتي في الموضوع إلا أن أمي رفضت، للعلم فإن والدي متوفى، وكان سبب الرفض هو الفرق الاجتماعي حيث إننا من عائلة كبيرة ومعروفة جدا، ولكن هي من عائلة متوسطة غير أنهم كلهم خريجو كليات ومثقفون وحالتهم المادية متوسطة، إلا أنهم عائلة غير معروفة. المهم بعد مناقشات وخلافات وبسبب الحالة الصحية لوالدتي وبعد 7 أشهر أقنعوني وقررت أن أتزوج، العروس المرشحة من قبل عائلتي وهي ابنة خالتي، وفعلا تزوجتها وقررت أن أنسى الماضي وأبدأ حياة جديدة. الآن وبعد مرور حوالي الشهر على زواجي، علما أن خطبتنا دامت 7 أشهر، انصدمت ببرود زوجتي حيث إنها لا تلتقي طباعها مع طباعي وأراها مختلفة جدا عني، وللعلم فإن والدتي أيضا قد ندمت على خطبتها فبدأت الخلافات ونحن الآن متخاصمان، وهي في منزل أهلها وأنا في منزلي، للعلم أهلي أيدوني في سبب الخلافات لأنها أسباب واقعية، المشكلة أنني بدأت أفكر في حبيبتي السابقة وأصبحت مترددا بين العودة إلى حبيبتي السابقة والانفصال عن زوجتي، أو أن أعود إلى زوجتي، مع العلم أننا غير متفاهمين.
أرجو منكم إرشادي إلى الصواب. هل أبقى مع زوجتي للعلم أن قلبي وتفكيري مع حبيبتي وأن زوجتي لا تلتقي معي في أغلب الأمور، أو أن اطلق زوجتي وأن أحاول الزواج من حبيبتي التي أنا متاكد أنها ستسعدني؟ وهل سأكون آثما إن طلقت زوجتي؟ أرجو جوابي ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالطلاق إن كان لحاجة كسوء خلق الزوجة أو بغضها ونحو ذلك لا يأثم به الزوج، ولا يكون ظلما للزوجة. قال ابن قدامة -عند كلامه على أقسام الطلاق- : ... والثالث : مباح وهو عند الحاجة إليه لسوء خلق المرأة وسوء عشرتها والتضرر بها من غير حصول الغرض بها. المغني.
لكن ننبهك إلى أن الطلاق ينبغي ألا يصار إليه إلا بعد تعذر جميع وسائل الإصلاح، وإذا أمكن للزوجين الاجتماع والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق، كان ذلك أولى من الفراق، كما أن وجود المودة والألفة بين الزوجين يحتاج أحياناً إلى الصبر وإلى التغافل عن بعض الأمور والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر،
فالذي ننصحك به أن تسعى في استصلاح زوجتك والتفاهم معها فإن لم يفد ذلك فليتوسط بينكما حكم من أهلك وحكم من أهلها، للإصلاح بينكما وفعل ما يريان من المصلحة في المعاشرة بالمعروف أو الطلاق في حال تعذر الإصلاح .
و ننبهك إلى أنّ ما فيه الخير والسعادة يعلمه الله وحده، قال تعالى: .. وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ. (البقرة: 216)

وعلى كل فلا حرج أن تتزوج بهذه المرأة السابقة ولو لم تطلق زوجتك لكن بشرط أن يرضى والداك بذلك وإلا فلا تترك قلبك معلقا بها إذا لم يكن زواجك منها ممكنا. وللفائدة راجع الفتوى رقم : 128712 والفتوى رقم 61788 والفتوى رقم 63980 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني