الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يقع الطلاق بألفاظ الكناية إلا بالنية

السؤال

هل قول الزوج لأم زوجته: أنا معدتش عايز بنتك، أو زهقت من بنتك، أو عايز كل واحد يروح لحاله. وغير ذلك من ألفاظ الكنايات، وأحيانا للزوجة يقول: معدتش عايزك زهقت منك. فهل يعتبر طلاقا، مع العلم بأن الزوج حينما تلفظ بهذه الكلمات لم يكن يعلم شيئا عن طلاق الكناية -ولم يعرف إلا الطلاق الصريح، وكان قد حلف عليها بالطلاق المعلق لعنادها، وكان يلح عليها أن تنفذ ما هو معلق عليه خشية وقوع الطلاق - وعندما طلبت منه أم الزوجة أن لا يعود لسانه على مثل هذا الكلام بدأ يفكر ويسأل هل هو طلاق أم لا؟ وعندما علم أن هناك طلاق كناية توقف عن مثل هذا الكلام، وإذا ما غضب وتكلم بمثله فإنه يستحضر داخل نفسه أنه لا يقصد الطلاق، علما بأنه يحب زوجته وهي مريضة نفسيا، لكن يمل من المعاناة التي يشهدها من تركه للعمل بسببها وعدم التوفيق الملحوظ في حياته منذ أن عرفها، وله منها ولد ويفكر في الانفصال أحيانا ويقول لا إنها طيبة وليس لها ذنب رغم تقصيرها الشديد في أمور البيت، لكن يقول ربنا يسهل وواحدة في واحدة تتعلم، والزوج في ضيق شديد يتصور أحيانا أنه على علاقة محرمة، فتارة يقوى عنده أنه كان يريد الطلاق، وتارة لا يستطيع التحديد، وهو في معاناة شديدة ويريد ما فيه إرضاء الله. فماذا يفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمثل هذه الألفاظ كناية يقع بها الطلاق مع النية، أما إذا لم ينو بها الطلاق فلا يقع.

جاء في غاية البيان شرح زبد ابن رسلان: وكل لفظ لفراق احْتمل فَهُوَ كِنَايَة بنية..... كأطلقتك وَأَنت مُطلقَة بِسُكُون الطَّاء .... لَا حَاجَة لى فِيك أَنْت وشأنك.

وعليه فما دام هذا الزوج لم ينو الطلاق بهذه الألفاظ فلم يقع بها شيء، وعليه أن يحذر من الوسوسة في أمر الطلاق -أو غيره- فإن التمادي فيها عواقبه وخيمة.
وننصحه أن يعاشر زوجته بالمعروف ولا يتعجل في طلاقها، فإن الطلاق ينبغي ألا يصار إليه إلا بعد تعذر جميع وسائل الإصلاح.
وننبه إلى أن ما يعاني منه هذا الزوج من عدم التوفيق في بعض الأمور ، قد يكون بسبب ذنوب يقع فيها فعليه أن يتهم نفسه ويراجع حاله مع الله، فإنّه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة، فينبغي أن يجدد التوبة من كل الذنوب، ويحرص على أداء الفرائض واجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة، وليكثر من الذكر والدعاء فإن الله قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني