السؤال
يضطر زوجي كلما سافرت معه إلى بلد للنزهة إلى عدم إخبار أهله وإذا سئل يقول إنه تركني في البيت تفاديا للخصام مع العلم أنهم لا يتصلون علي لعدم قبولهم الموضوع مع العلم أننا نسكن في دولة بعيدة عنهم وهم كبار في السن لا يقبلون التحاور ودائما يهددونه برضى الوالدين من رضى الرب لأنهم يظنون أنه إهدار للمال مع العلم أن الله رزقنا من الخير والحمد لله وهو لا يبخل عليهما بشيء، فما رأي الشرع في تصرفه هذا؟ وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكذب محرم وكبيرة من كبائر الذنوب وعلامة من علامات المنافقين، جاء الشرع بالتحذير منه، ولمعرفة بعض النصوص في ذلك يمكن مراجعة الفتويين رقم : 3809 ، ورقم : 26391.
وقد جعل الشرع بديلا عن الكذب وهو استخدام المعاريض بأن يقول كلاما يفهم منه الوالدان معنى وهو يريد معنى آخر، كأن يقول لم نذهب للنزهة يعني النزهة المحرمة، قال عمر ـ رضي الله عنه: أما في المعاريض ما يكفي المسلم الكذب. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.
وإذا لم يكن في النزهة أمر محرم من إسراف محرم ونحو ذلك فليس للوالدين الاعتراض على ابنهم في خروجه وأهله إليها ولا يجب عليه طاعتهما في ذلك، ويمكن مطالعة الفتوى رقم: 76303، ففيها ضوابط طاعة الوالدين.
ولكن ينبغي إذا خالف أمرهما وسافر أن يتلطف بهما ويحاول إخفاء الحقيقة عنهما من غير أن يكذب، بل يستخدم المعاريض كما أسلفنا، وأما إذا اشتملت على شيء محرم شرعا فلا يجوز له الذهاب إليها ولو لم يعترض عليه والداه ويتأكد الأمر باعتراضهما عليه فيها.
والله أعلم.