الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من الأدعية المعينة على العبادة

السؤال

شاب يبلغ من العمر وأصلي بالبيت، وإذا تلقيت اتصالا من زملائي لخروج في البر أي كشته ذهبت مسرعا. أنا أصلي الصلاة في وقتها هل هناك أدعية مذكورة تعينني أن أصلي بالمسجد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الصلاة في المسجد من أعظم الطاعات والقربات ومن سنن الهدى والمحافظة عليها براءة من النفاق, قال ابن مسعود -رضي الله عنه- كما في صحيح مسلم وغيره: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِى بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّى هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِى بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلاَّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِى الصَّفِّ. انتهى .

وقد بينا وجوبها على كل مسلم ذكر بالغ عاقل في الفتوى رقم : 5153 .

أما الأدعية فلم يخصص دعاء بعينه ليعين على صلاة الجماعة، ولكن وردت كثير من الأدعية التي يدعو بها المسلم ربه ليعينه على طاعته وييسرها له ويحببها إليه -وصلاة الجماعة منها- فينبغي للمسلم أن يكثر من مناجاة ربه والتضرع إليه والإلحاح عليه, فإذا صدق العبد بنيته وأخلص في دعائه فإن الله لن يضيعه كما وعده في قوله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ. {غافر:60}.

ومن الأدعيه ما علمه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل, روى الإمام أحمد في مسنده عن معاذ بن جبل : أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوما ثم قال: يا معاذ إني لأحبك, فقال له معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله وأنا أحبك , قال: أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" انتهى.

فنحن نوصيك أن تداوم على هذا الدعاء في ختام كل صلاة بعد التشهد الأخير وقبل أن تسلم وسيعينك الله على طاعته وعلى الصلاة في المسجد .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني