الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بادر إلى الزواج إن تيقنت من استقامتها

السؤال

أنا شاب عاقد القران على بنت، وأنا الآن مقيم في السعودية وهي في سورية ودائما تشتكي من قلة الاتصال، علما أنني أتصل كل أسبوع مرة والرسائل كل يومين أو ثلاثة بيننا، ودائما تخبرني بأنها مشتاقة لي جدا وتحثني على القدوم لسورية بأقرب إجازة ومرة لعنتني لقلة اتصالي بها، ولكنها اعتذرت فيما بعد وحذرتها من تكرار هكذا أخطاء إلا أنها أخطأت ثانية بحقي، وذلك بعدما التقيت بوالديها بحج هذا العام ووصيت أمها بأن تعقلها أي تزيد من عقلها، وإذا بي أتفاجأ في اليوم التالي برسالة منها تقول:"توصي أمي تعقلني؟ألا تعرف أني أوزع عقلا عليك وعلى كل عائلتك.أسمعت؟"فصدمت لهذه الفجارة والإهانة وأنا الآن مقاطعها منذ أسبوع أنتظر ردة فعلها لتعرف خطأها علما أنها طالبة جامعية وتقريبا تجمع صفات الحديث الذي يقول:تنكح المرأة لأربع....الحديث. وفكرت في طلاقها أي أنني آثرت التريث والتروي لكي لا أندم على مثل هذا القرار المصيري. فبم تنصحوني جزاكم الله خيرا؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمثل هذه الأمور ينبغي أن يتوخى فيها الحكمة والعقل والتروي قدر الإمكان، ويبدو أن هذه الفتاة عندها شيء من العجلة، فدفعها شوقها إليك إلى مثل هذه التصرفات من مثل اللعن والذي لا يجوز شرعا، فلعن المؤمن كقتله كما وردت بذلك السنة، وقد سبق بيان ذلك بالفتوى رقم 35538، وكذا إهانتها لك بالعبارة الأخرى، فكل هذا يتنافى وقوامة زوجها عليها. وفي المقابل قد أخطأت أنت بذكرك هذه العبارة التي صدرت عنك إلى أمها، وترتب عليها ذلك الرد السيء منها.

وعلى كل حال فإننا نوصيك بالصبر عليها والحرص على تعليمها أمور دينها وخاصة أمر حسن الخلق ومعرفة مكانة الزوج، وحسن العشرة بين الزوجين، ويمكنك أن تستعين في ذلك ببعض الفتاوى ومنها الفتويين التاليتين: 9623 - 96419.

فإن تبين لك أن هذه التصرفات هفوة منها، واستقام حالها فالحمد لله، وبادر إلى إتمام الزواج قدر الإمكان، فالتأخر قد تكون له بعض العواقب غير الحميدة. وأما إن غلب على ظنك أن هذا سوء خلق متأصل فيها فالأولى أن تطلقها، فهذا أهون من أن يحصل الطلاق بعد دخولك بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني