الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقد عربة طفله بالحرم فأخذ أخرى فكيف يبرئ ذمته

السؤال

كنت بالحرم المكي مع عائلتي، وكانت معي عربة أطفال ووضعتها في مكان اعتقدت أنه يحميها، وعند خروجي لم أجدها، فقمت بالبحث ولم أجدها، وسألت المختصين ولكن لا فائدة، فقمت بالبحث عن بديل ورأيت عربة تشبه إلى حد ما عربتي فقمت بأخذها، ونسيت في تلك اللحظة أنه لا يجوز أخذ شيء من الحرم مهما كان وأنا الآن أملك العربة التي أخذتها. فماذا أصنع وأنا أعرف أنني آثم في فعلتي؟
الرجاء إجابتي لكي أخلي ذمتي من هذا الأمر. وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا شك في أنك أخطأت بأخذ تلك العربة، وقد لا تكون لقطة أصلا لأن اللقطة هي المال الضّائع من ربّه, وتلك العربة قد لا تكون ضائعة بل قد يكون صاحبها قد تركها هناك ودخل الحرم ليأخذها عند خروجه فجئت أنت وأخذتها. وكونك نسيت عدم جواز أخذ لقطة الحرم لا يخلي ذمتك. ومن المعلوم أنه لا يجوز لك أخذ عربة ليست ملكا لك، سواء في الحرم أو غيره. فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى, كما يلزمك رد العربة إلى اللجنة الموكلة بحفظ اللقطة في الحرم, وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى عمن التقط ساعة في الحرم وبقيت عنده سنين فقال: الواجب على المذكور أن يرد اللقطة المذكورة إلى المحكمة الكبرى بمكة حتى تسلمها للجنة المكلفة بلقط الحرم، وبذلك تبرأ ذمته مع التوبة إلى الله سبحانه من التقصير إذا كان لم يعرفها في المدة الماضية ... " اهــ. ولا تدخل العربة في ملكك بسبب أنك أخذتها ناسيا بل الواجب ردها، مع التنبيه إلى أن لقطة الحرم لا تختلف عن لقطة الحل على الراجح من أقوال أهل العلم في المفتى به عندنا كما بينا في الفتوى رقم: 14308.

الله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني