الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا لم تفد وسائل الإصلاح فلا حرج في الطلاق

السؤال

لا أشعر مع زوجتي بالسعادة، فهي تتحجج عند الجماع بها وترفضه في بعض الأحيان مما يسبب لي ألما نفسيا -وتسخر مني لأني موظف حكومة، وتتشاجر معي دائما أمام الأولاد مما يجعلني أستشيط غضبا، مع العلم أنه تم الطلاق بيننا مرة وأهلها لا يقومون بتقويمها. ماذا أفعل معها؟ وما حكم الدين في أمرها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف، ومن المعاشرة بالمعروف ألا تمتنع المرأة من إجابة زوجها إذا دعاها للفراش، فهو من أوكد حقه عليها - ما لم يكن لها عذر كمرض أو حيض أو صوم واجب ونحو ذلك، ولا يجوز للزوجة أن تسخر من زوجها أو تخاطبه بكلام غير لائق ولا سيما أمام الأولاد.

فالذي ننصحك به أن تتفاهم مع زوجتك وتبحثا أسباب عزوفها عن المعاشرة، وتعملا على إزالة هذه الأسباب ما أمكن، وعليك أن تعرفها بحق الزوج عليها، وتتدرج معها في وسائل الإصلاح المشروعة كما أرشد الله تعالى بقوله : { .. وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا }. النساء (34).

قال النووي: والوعظ التذكير بما يلين القلب لقبول الطاعة واجتناب المنكر. (ثم) إذا لم يفد الوعظ (هجرها) أي تجنبها في المضجع فلا ينام معها في فرش لعلها أن ترجع عما هي عليه من المخالفة. (ثم) إذا لم يفد الهجر (ضربها) أي جاز له ضربها ضربا غير مبرح، وهو الذي لا يكسر عظما ولا يشين جارحة، ولا يجوز الضرب المبرح ولو علم أنها لا تترك النشوز إلا به، فإن وقع فلها التطليق عليه والقصاص، ولا ينتقل لحالة حتى يظن أن التي قبلها لا تفيد. انتهى من روضة الطالبين.
وينبغي أن تتعامل معها بحكمة فتضع الرفق والشدة مواضعهما، مع مراعاة طبيعة المرأة التي وصفها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ... وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَىْءٍ فِى الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا. متفق عليه.
واعلم أن حصول المودة والتفاهم بين الزوجين يحتاج إلى الصبر وإلى التجاوز عن بعض الأخطاء والتغاضي عن الزلات والهفوات والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر. فإذا لم تفد وسائل الإصلاح فالطلاق آخر العلاج.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني