الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى الندم الذي هو من شروط التوبة

السؤال

كيف أعرف أني نادم على ما فعلت ؟ هل الإحساس بالضيق من فعل الكبيرة ندم؟ أنا أيضاً أتمنى أن يعود بي الزمن كي لا أفعل ما فعلت. فهل هذا يعد ندما؟ لأني أريد أن أتوب توبةً نصوحة وأصعب شرط من ناحية الفهم والتأكيد هو الندم. مع العلم أني أقلعت عن الذنوب ووعدت الله أن لا أعود إليها. وعندما أكون قد حققت شروط التوبة النصوح فهل أفرح وأعتبر نفسي كأني لم أرتكب الذنب كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه : التائب من الذنب كمن لا ذنب له. وهل هذا معناه أني أتوقف عن ذكر الذنب أم أعيش فرحا ونادما في نفس الوقت؟
الرجاء الجواب على كل سؤال لأنني أريد أن أكون على يقين أني استوفيت جميع شروط التوبة التي تمحو الكبائر. وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالندم على الذنب هو تألم القلب على ما اقترفه العبد من الذنب، فشعورك بالضيق لما ارتكبته وتمنيك لو عاد بك الزمن فلم ترتكب هذا الذنب يعد ندما منك على فعله، وقد أوضحنا ماهية الندم وكيفية تحصيله وأن ذلك ليس بالأمر الصعب في الفتوى رقم: 134518 فانظرها، فإذا من الله عليك بالتوبة النصوح فاعرف أن هذا محض فضله عليك، فافرح بذلك واطلب من الله تعالى تمام النعمة بالتوفيق على الاستقامة حتى الموت، وأن يكون قد تقبل توبتك، واحرص على ألا يحملك هذا الفرح على الاغترار بل كن خائفا من أن تخذل بسبب ذنوبك، فعلق قلبك بربك تعالى خوفا ورجاء، وكن حسن الظن به ملتمسا لفضله ورحمته، وأما نسيان الذنب فليس محمودا بإطلاق، وقد ناقشنا هذه المسألة وهي هل الأولى للعبد نسيان الذنب أو إدامة تذكره بما تحسن مراجعته في الفتوى رقم: 168737 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني