السؤال
أنا مبتلى بالتشاؤم الشديد، ودائم التوقع للمكروه لحد اليأس والقنوط أحياناً، مع العلم أنني قد قرأت عن التوكل على الله وعن توحيده ونحو ذلك لكن الشيطان دائماً يوحي إلي بأن الله لن يحفظني مع أني أقوم بالمحافظة على الأوراد والصلوات ونحو ذلك, وسبب ذلك أن الشيطان يثير علي شبهات كثيرة في باب التوكل على الله والثقة به فيقول لي حينما أنتهي من الأوراد مثلاً, ما الذي يثبت لك أن الله سيحفظك فقد تصاب بالمكاره ولن تكون أفضل من زكريا ويحيى عليهما السلام فقد قتلهما قومهما وهما أبر منك قلوباً وأقرب إلى الله منك؟ ولن تكون أفضل من سعيد بن جبير أو من الحسين أو السلف الصالح الذين سُلط عليهم من يقتلهم أو يسومهم العذاب؟ ثم بعد هذه الوساوس أجد نفسي ضعيفاً وقد تسلطت علي الوساوس وتوقع الشؤم في كل حين ويصيبني ضعف ثقة بوعد الله لي بسبب مثل هذه الشبهات, ولقد بلغ السيل الزبى. أرجوكم حاولوا أن تردوا على هذه التساؤلات التي عندي حتى يندحر الشيطان الرجيم عني وجزاكم الله خيرا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن المسلم مطالب بأن يذكر ربه ويكثر من ذلك، وهو مأجور بإتيانه بهذه الأذكار بإذن الله تعالى، ومن هنا ينبغي المحافظة عليها. وراجع في فضل الذكر الفتوى رقم: 121948.
ثانيا: أن المسلم مطالب بأن يحسن الظن بربه وأن الله تعالى سيكون عند ظن عبده به، فإذا وعد عبده بالحفظ عند محافظته على الأذكار فإنه سيحقق لعبده هذا الوعد حسب حكمته ومشيئته.
واليأس من روح الله والقنوط من رحمته من صفات أهل الضلال، فليربأ المسلم من التشبه بهم فيها.
ثالثا: إذا ابتلى الله عبده ببلاء فقد يكون في ذلك خير كبير له، يفوق في مصلحته مصلحة حفظه من هذا البلاء، كأن يحصل للعبد بسبب البلاء من الذل لله والافتقار بين يديه وإظهار معاني العبودية ما لا يخطر له على بال، فتكفر عنه السيئات وتعظم الدرجات، وراجع الفتوى رقم: 18103.
رابعا: ينبغي أن تتذكر أن هذه الخواطر من كيد الشيطان، وهو عدو الإنسان، يريد أن يلبس عليك أمر دينك ويوقعك في الهم والغم والحزن، فاستعذ بالله منه، وأعرض عن وساوسه، وأكثر من الذكر والاستغفار، وللمزيد راجع الفتوى رقم: 3086 ففيها بيان سبل علاج الوسواس.
والله أعلم.