السؤال
أنا أعمل في مكان حكومي ليس به عمل أصلا، وقد مللت ضياع العمر بهذه الطريقة، وأشعر أن راتبي ليس به بركة ويتبخر، وأشعر أنه حرام وأنا أحاول أن أجد فرصة عمل أخرى وإلى الآن لم أجد ما يناسبني كفتاة محافظة. فما حكم الدين في استمراري في هذا المكان؟ وأيضا أريد أدعية لتيسير الرزق في مكان أفضل.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيشكر لك حرصك على تعلم أمور دينك وخوفك من الحرام أن يصل إليك ونعما فعلت.
وأما ما سألت عنه من الاستمرار في العمل المذكور فلا حرج عليك فيه إن كان مباحا وليس فيه اختلاط محرم ونحوه، كما لاحرج عليك في الانتفاع بما تتقاضينه من أجر عنه ولو لم يسند إليك فيه ما تقومين به لأنك قد مكنت المستأجر (جهة العمل) من منافعك، والأجرة تثبت بالتمكين فحسب، حيث إن العامل لدى الدولة أو الشركات ونحوها يعتبر أجيرا خاصا، والأجير الخاص إذا سلم نفسه للمستأجر ولم يمتنع عن العمل استحق الأجرة كاملة سواء وُجد عمل أو لم يوجد.
قال الزيلعي الحنفي في تبيين الحقائق: الخاص يستحق الأجر بتسليم نفسه في المدة وإن لم يعمل. انتهى.
وجاء في الموسوعة الفقهية:.... وإذا استوفى المستأجر المنافع، أو مضت المدة، ولا حاجز له عن الانتفاع، استقر الأجر، لأنه قبض المعقود عليه، فاستقر البدل.اهـ
وما تشعرين به من عدم البركة في المال قد يكون بسبب آخر فاعرفي حق الله في مالك واسأليه دائما البركة فيه، وتصدقي منه وليكن عونا لك على الطاعة.
وأما أدعية تيسير الرزق فمن أهمها الاستغفار والدعاء بـ: اللهم ارزقني، كما في قوله تعالى: وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى.. {هود:3}، وفي قوله إخباراً عن نوح عليه السلام أنه قال: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا {نوح:10-11-12}، وفي الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني، فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك. أخرجه مسلم . كما أن صلة الرحم سبب في تيسير الرزق أيضا، وكذا الصدقة منه. وللفائدة انظري الفتوى رقم 68096
والله أعلم.