السؤال
اختلفت مع صديق لي في حكم إطلاق كلمة شهيد على من قتل دون وجه حق، فمثلا الإعلام يطلق لفظ شهيد على من ماتوا من مشجعي فريق النادي الأهلى ببور سعيد ـ مصر ـ أول أمس، فهو يقول لي إننا نحتسبهم شهداء، لأنهم قتلوا غدرا ودون وجه حق وأنهم لم يستطيعوا الهرب من الموت، طبقا للحديث، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ـ فهل هذا الكلام صحيح؟ وما مدى تطبيق هذا الحديث على الواقع؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمسلم المقتول ظلما يرجى أن يكون من شهداء الآخرة، وأن يحصل له ثواب الشهداء لما جرى عليه من القتل ظلما وقد دعا عمر ـ رضي الله عنه ـ فقال: اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك ووفاة ببلد رسولك صلى الله عليه وسلم.
قال ابن عبد البر: وَهَذَا الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمَقْتُولَ ظُلْمًا شَهِيدٌ فِي غَزَاةٍ أَوْ فِي غَيْرِ غَزَاةٍ فِي بِلَادِ الْحَرْبِ وَغَيْرِهَا. انتهى.
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد لعمر وعثمان بالشهادة وهما مقتولان ظلما ـ رضي الله عنهما ـ قال المناوي رحمه الله: المقتول ظلما تكفر عنه ذنوبه بالقتل كما ورد في الخبر الذي صححه ابن حبان وغيره: إن السيف محاء للخطايا ـ وعن ابن مسعود قال: إذا جاء القتل محا كل شيء ـ رواه الطبراني، وله عن الحسن بن علي نحوه وللبزار عن عائشة مرفوعا: لا يمر القتل بذنب إلا محاه ـ فلولا القتل ما كفرت ذنوبه. انتهى.
وهذا حكم من قتل ظلما على جهة العموم، وأما الشخص المعين فيرجى له نيل ما وعد الله به ولا يقطع في حقه بأنه شهيد، فإننا لا نحكم لمعين بجنة ولا نار إلا من حكم الوحي له بذلك.
والله أعلم.