الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جاهد نفسك لتحصيل الخشوع ولا تلتفت لتلبيس الشيطان

السؤال

لم أصل في هذه السنة إلا مرات قليلة جدا، وإذا صليت تأتيني أفكار ولا أستطيع قراءة أو ذكرا لله وتأيني أفكار دنيوية في حياتي ومستقبلي فماذا أفعل بعد الانتهاء من الصلاة؟ وتأتيني بالليل أحلام وتكاد تكون كل ليلة، ففي الأسبوع ليس أقل من خمسة أحلام أو سبعة يعني كل يوم حلم, فما تفسيرك وإجابتك لوضعي وحكمي؟ وكيف أتخلص من هذه العادة؟ وشكرا وجزاك الله خيرا، علما بأن عمري 16 عاما.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أن ترك الصلاة إثم عظيم وذنب جسيم, وأن مرتكبه يعرض نفسه لسخط الله وعقوبته العاجلة والآجلة, بل إن كثيرا من العلماء يحكمون بكفره وخروجه من الملة, فهل يرضى مسلم عاقل أن يكون انتسابه للإسلام محل خلاف بين العلماء، ولتراجع لمزيد الفائدة حول خطورة ترك الصلاة الفتوى رقم: 130853.

وأما ما تذكره من الأفكار التي تأتيك في الصلاة فإنه ليس مسوغا لترك الصلاة, بل هذا من تلبيس الشيطان عليك وتزيينه المعصية لك, فإنه يظل يوسوس للعبد حتى تثقل عليه العبادة فلا يتلذذ بفعلها ولا يحضر قلبه عند القيام بها, فعلى العبد أن يجاهد نفسه في دفع وسوسته وكيده, وحملها على الخشوع وتفريغ القلب لها، ففي الحديث: ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه. رواه مسلم.

ثم إن صلاتك مع هذه الأفكار من غير خشوع ولا حضور للقلب تقع صحيحة مسقطة للفرض فلا تلزم إعادتها بعد الانتهاء منها, ولتراجع الفتويين رقم: 136409، ورقم: 139680.

وأما الأحلام: فليس عندنا شيء في سببها، ولكننا ننصحك بالحفاظ على أذكار النوم وآدابه وآداب الرؤيا وما يفعله من رأى في المنام ما يكرهه، فراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 11014، ورقم: 73361، ورقم: 126138.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني