الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من اعتقد حل شيء مجمع على تحريمه

السؤال

ساعدوني لوجه الله بارك الله فيكم، لا أفهم معنى الاستحلال جيدا وخاصة القلبي، وسؤالي: هل كلمة: عادي ـ لعمل معين وقد يكون محرما بالقلب أو باللسان من استحلال المعاصي؟ وهل تكفي توبتي أم لا بد أن أغتسل؟ فكثيرا ما أحكم على موقف أنه عادي ثم أوسوس أنه حرام وأنني استحللته، لأنه قد يكون حراما فعلا، لكنني مستحيل أن أقصد ذلك، أما بقلبي فأسمع كلمة عادي لشيء مكروه أو محرم لكن لا أدري إن كان هذا استحلالا قلبيا أم حديث نفس معفو عنه؟ أفيدوني، لأنني لا أريد أن أغتسل خطأ، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا السؤال وما سبقه من الأسئلة يفيد أن السائلة ـ عافاها الله ـ تعاني من الوسوسة، وعلاج ذلك يكون بمجاهدة النفس في قطع هذه الأفكار والإعراض عنها، فإن الوسوسة مرض شديد وداء عضال، والاسترسال معها يوقع المرء في الحيرة والشك المرضي، والضيق والحرج الشرعي، وأما الاستحلال الذي يكفر به فهو كما قال ابن قدامة في المغني: ومن اعتقد حل شيء أجمع على تحريمه وظهر حكمه بين المسلمين وزالت الشبهة فيه للنصوص الواردة فيه كلحم الخنزير والزنا وأشباه ذلك مما لا خلاف فيه، كفر. انتهى.

وأما ما تذكرينه عن ما يجول بخاطرك من كلمة: عادي ـ لأشياء قد تكون محرمة أو مكروهة فلا تلتفتي إلى هذه الوساوس ولست ممن يستحل الحرام، فهوني على نفسك واحذري من الاسترسال مع الوسواس، وراجعي الفتويين رقم: 175283، ورقم: 136381.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني