الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخفاء العبادة أدعى للمداومة عليها وقبولها عند الله تعالى

السؤال

لدي مشكلة لا أعرف سببها
دائما عندما أنصح أحدا باللسان أو كتابة في المنتديات على ما أفعله من عبادات , أتوقف عنه ويتم حرماني من هذه العبادة , فمثلا قلت لشخص : أنا العبادة الوحيدة التي لم أقصر فيها منذ أن التزمت وتبت هي التبكير إلى صلاة الجمعة لثواب الخطوات للمسجد، فكأن الله عاقبني وحرمت من صلاة الجمعة ثماني مرات متتالية, والمثال الثاني: قلت لشخص أنا أصوم كل يوم لأني لا أشعر بالجوع أثناء العمل صباحا فتم حرماني من الصوم حتى الآن. والمثال الثالث : قلت كتابة إن الله يذكر العبد بذكر الله و بالثبات عند سماع صوت الديوك، فلم أسمع من حينها صوت الديوك في المنطقة التي أسكن فيها خاصة عند صلاة الصبح إلا مرة في اليوم , وأمثلة أخرى ...
والسؤال : لماذا كل هذا ولماذا هذا العقاب ؟ أنا لا أنوي الرياء ولكن أقصد روح المنافسة و ذكر نعم الله و زيادة اليقين للزملاء...وقد قرأت لديكم معنى الحديث: إن الله تعالى يحب العبد التقي الغني الخفي --الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1882 خلاصة حكم المحدث: صحيح --- فقلتم : والخفي بالخاء المعجمة والفاء أي الخامل المنقطع إلى عبادة الله والاشتغال بأمور نفسه، فأخشى أن آخذ ذنوبا إذا لم أتقدم للإمامة مثلا عند صلاة الجماعة لأنني بهذا أخاف أن أقول أنا حافظ للقراّن ويعاقبني ربي فأنسى القراّن.. وكيف وأما بنعمة ربك فحدث ؟ وكيف العبادة سر بين العبد وربه إذا كان فيه حديث لعبد الله بن عمر عن الثلاث نفر وقصة الغار – متفق عليه واللفظ للبخاري.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا نرى أن انقطاعك عن تلك العبادات له علاقة بذكرك لها ما دمت لا ترائي بذكرها, ولا شك أن إخفاء العبادة وجعلها سرا بين العبد وربه أقرب للإخلاص وأدعى للمداومة عليها وقبولها عند الله تعالى, والذي نوصي به الأخ السائل بعد تقوى الله تعالى هو المحافظة على الطاعة وعدم الانقطاع عنها لا سيما الفرائض كصلاة الجمعة، مع استحضار النية الصالحة أثناء العبادة والحرص على إخفائها، ويمكنك أن تحض غيرك على الطاعة وترغبه فيها بذكر ثوابها وفضلها من غير أن تخبر عن عملك بها, وإذا حضرت صلاة الجماعة وكنت أقرأ من هو موجود فتقدم عملا بالسنة ولا تتأخر ما دمت تبتغي بالإمامة طاعة الله تعالى وامتثال سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وانظر الفتوى رقم: 62200 عن وسائل تلافي نسيان القرآن الكريم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني