الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ

السؤال

ما تفسير قوله تعالى: يد الله فوق أيديهم؟ وهل لله يد حقًا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقول الله -سبحانه وتعالى-: إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [الفتح:10]. نزلت في الثناء على الصحابة الذين بايعوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديبية على الجهاد في سيبل الله ومناجزة قريش، عندما بلغهم أن عثمان بن عفان قد قتلته قريش. والقصة معروفة في كتب السير وكتب التفسير.

والبيعة هذه هي التي تعرف ببيعة الرضوان، لقوله سبحانه: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ [الفتح:18]، وليس معنى الآية أن يد الله -جلَّ جلاله- كانت فوق أيديهم، أي مماسة لهم -تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً- وإنما المعنى: هو أنه لما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- هو رسول الله فبايعهم وعاهدهم وعاقدهم نيابة عن الله، كان الذين بايعوه صلى الله عليه وسلم قد بايعوا الله الذي أرسله وأمره ببيعتهم.

هذا وإن كان المقصود بالآية ما ذكرنا؛ إلا أننا نثبت بها صفة من صفات الله وهي اليد، لأن الله أضافها إليه ووصف بها نفسه، وقد دلت على هذه الصفة نصوص كثيرة من الكتاب والسنة، ومن أصول الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة، أن الله تعالى يوصف بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله -صلى الله عليه وسلم- من غير تشبيه ولا تمثيل، ومن غير تأويل ولا تعطيل.

وإثبات هذه الصفة وغيرها من الصفات الثابتة لا يلزم منه مماثلتها ومشابهتها لصفات المخلوقين، بل هي صفات ليست كصفات المخلوقين، وإنما صفات تليق بجلاله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني