الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين الذنب والإثم والعدوان

السؤال

لقد قرأت في معنى الإثم أنه هو الذنب الذي يستحق العقوبة، إذا فما الفرق بينه وبين الذنب فأيضا الذنب نعاقب عليه، أليس كذلك؟ أريد توضيح الفرق وكفارة كل منهما.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذنب والإثم ليس بينهما اختلاف في المعنى، فكلاهما مخالفة لأمر الله تعالى أو ارتكاب لنهيه يوجب لصاحبه استحقاق العقوبة، والذنب قد يرد مقرونا بالسيئة فيراد به الكبيرة حينئذ، وقد يرد منفردا فيراد به مطلق المعصية، وهذا موضح في الفتوى رقم: 180305.

وكذلك الإثم يأتي مقرونا بالعدوان فيراد به ما كان محرما لجنسه، وبالعدوان ما كان محرما لقدره، ويأتي غير مقرون فيشمل العدوان ويراد به مطلق المعصية، قال ابن القيم: والإثم والعدوان في جانب النهي نظير البر والتقوى في جانب الأمر، والفرق بين الإثم والعدوان كالفرق ما بين محرم الجنس ومحرم القدر، فالإثم ما كان حراماً لجنسه، والعدوان ما حرم لزيادة في قدر وتعدي ما أباح الله منه، فالزنا والخمر والسرقة ونحوها إثم، ونكاح الخامسة واستيفاء المجني عليه أكثر من حقه ونحوه عدوان. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني