الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأعمال التي تجب النية فيها والتي لا تجب

السؤال

ما هي الأعمال التي يجب فيها استحضار النية؟ وما هي الأعمال التي لا يجب فيها استحضار النية؟ وما هو حكم نسيان استحضارها إذا كان العمل يتطلب ذلك؟ وهل تبطل؟ مع العلم أنها من الأعمال الصالحة لكنها تفتقد للنية؟ وما كفارة ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن النية لا بد من استحضارها في جميع العبادات المحضة ـ فرضا كانت أو نفلا ـ كالصلاة والزكاة والصوم.. جاء في قواعد المذهب المالكي للولاتي: النية شرط صحة في العبادات المحضة، وشرط لحصول الثواب في جميع الأعمال، لقوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.

ونسيان النية في العبادة المحضة يبطلها، لأن النية شرط لصحة كل عبادة ـ كما أشرنا ـ ولكنه من الصعب أو شبه المستحيل أن يقدم الشخص على فعل مهم وليست له نية، لأنه ما من عمل إلا بنيَّة، كما قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ وانظري كلامه في الفتويين رقم: 139359، ورقم: 164539.

وهناك بعض الأعمال الواجبة التي لا يجب فيها استحضار النية كإزالة النجاسة وأداء الحقوق ورد المظالم ونفقة العيال.. ولكن لا ثواب فيها بدون نية، وكل عمل يريد به العبد التقرب إلى الله تعالى ولو كان من غير الفرائض أو من الأعمال العادية كالأكل والشرب.. لا يحصل الأجر لفاعله إلا بنية التقرب به إلى الله تعالى، وليس في ترك النية كفارة، وإنما يترتب على تركها بطلان العمل إذا كانت شرطا في صحته، وعدم حصول الأجر فيه إذا لم تشترط له، وانظري الفتوى رقم: 32192، للمزيد من الفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني