الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المقصود بسكرات الموت وهل تكون سببا في مغفرة الذنوب

السؤال

ما هي سكرات الموت؟ وهل عن طريقها تغفر الذنوب وتكفر السيئات؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فسكرات الموت هي شدته وكربته التي تعتري المحتضر عند نزول الموت به، قال الدكتور عمر الأشقر: للموت سكرات يلاقيها كل إنسان حين الاحتضار، كما قال تعالى: وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ {ق: 19} وسكرات الموت كرباته وغمراته، قال الراغب في مفرداته: السكر حالة تعرض بين المرء وعقله، وأكثر ما تستعمل في الشراب المسكر، ويطلق في الغضب والعشق والألم والنعاس والغشي الناشئ عن الألم وهو المراد هنا، وقد عانى الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه السكرات، ففي مرض موته صلوات الله وسلامه عليه كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء، فجعل يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه، ويقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات ـ وتقول عائشة رضي الله عنها في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رأيت الوجع على أحد أشدَّ منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد دخلت عائشة ـ رضي الله عنها ـ على أبيها أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ في مرض موته، فلما ثقل عليه، تمثلت بقول الشاعر: لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى ××× إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر ـ فكشف عن وجهه، وقال رضي الله عنه، ليس كذلك، ولكن قولي: وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيد. انتهى.

وما يصيب المؤمن من سكرات الموت وشدته فإنه من جملة المصائب التي يجعلها الله تعالى رفعة لدرجاته أو تكفيرا لسيئاته ولتنظر الفتويان رقم: 71977، ورقم: 60147.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني