الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من وسائل تفريج الكرب ودفع المكروه

السؤال

أعلم أن سؤالي ليس هذا مكانه، ولكنني آمل أن أجد ردا، لأن هذا الموضوع يؤرقني، أريد دعاء من حضرتك أدعو به أن يهديني ربي وأمتنع عن كثرة الشكوى من زوجي، حيث إنه زوج صعب الطباع وحاد ويريد أن يطبق كل العادات التي تربى عليها على الرغم من أنها خاطئة وفيها ما ينافي الشرع إلا أنه يصر عليها ويقول هذه عادتنا، فمثلا أن آكل مع إخوانه وزوجاتهم وهو غير موجود وكلنا في مكان واحد أو طبلية ـ طاولة طعام ـ واحدة، وأشياء من هذا القبيل، أصابني الاكتئاب، وإن تكلمت مع أحد أحس بالراحة ولكنني بعد ذلك أشعر بندم شديد وأحس أن الله لا يتقبل مني أي دعاء ومع ذلك لا أكف عن الشكوى منه، أرجو مساعدتي، فماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجنبنا وإياك كل مكروه، وسبق أن بينا حكم أكل المرأة مع إخوة زوجها وأن ذلك يباح بشرط أمن الفتنة ووجود من تنتفي به الخلوة المحرمة في الفتوى رقم: 134348.

والذي نوصيك به بعد تقوى الله تعالى هو: اللجوء إليه سبحانه والتوبة إليه، فإن ذلك من أهم أسباب الفلاح والنجاح، فقد قال تعالى: وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون { النور: 31}.

وعليك بالإكثار من ذكر الله تعالى، فبذكره جل وعلا تطمئن القلوب وتستريح النفوس، قال تعالى: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب {الرعد:28 }.

وعليك بلزوم الاستغفار، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه.

ومن الأدعية النافعة المستجابة دعاء ذي النون فقد روى أحمد والترمذي وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لا يدعو بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب له.

ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين. رواه النسائي وغيره وحسنه الألباني.

ومنها: حسبي الله ونعم الوكيل ـ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:.. عليك بالكيس، فإذا غلبك أمر فقل: حسبي الله ونعم الوكيل. رواه أبو داود وغيره.

واعلمي أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فلا يجوز أن تطيعي زوجك إذا أمرك بأمر محرم، وانظري حكم الاختلاط بين العائلة وحدود طاعة الزوجة لزوجها في الفتويين رقم: 27683، ورقم: 136116.

هذا، وبإمكانك أن تراسلي قسم الاستشارات بموقعنا وتستعيني بهم في مثل هذه الأمور.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني