الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

(فلانة مسلمة والإسلام منها بريء)هل يجوز هذا القول؟

السؤال

قول: (إن فلانة مسلمة والإسلام منها براء) مع العلم أن فلانة هذه ذات أعمال باطلة مكروهة ولا يقبل بها أحد مثل سماع الأغاني وشرب الخمر والتبرج والسفور وإظهار مفاتنها للغير ولكنها مسلمة هل يجوز هذا القول؟أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن كان قصد قائل هذه العبارة (فلانة مسلمة والإسلام منها براء) أنها كافرة فهذا لا يجوز، لأن ما قامت به هذه المرأة من المعاصي ليس مكفراً.
ومعلوم أن عقيدة أهل السنة والجماعة أنه لا يجوز تكفير من ثبت إسلامه إلا إذا أتى بمكفر، سواء كان قولاً أو فعلاً أو اعتقاداً وتوفرت الشروط وانتفت الموانع، لأن باب التكفير من أخطر الأبواب، وقد ضلت فيه الخوارج، ووقع بسبب ضلالهم فيه إزهاق كثير من الأرواح، وإتلاف كثير من الأموال، وذاقت الأمة أصناف البلاء وأنواع الويلات.
وأما إن كان قصد قائل هذه العبارة هو أن الإسلام بريء من المعاصي والذنوب التي تقوم بها هذه المرأة فهذا صحيح، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من غش فليس مني". رواه مسلم، وقال: "من حلف بالأمانة فليس منا". رواه أبو داود.
وأمثال هذا كثير. وليس معناه أنه كافر، ولكن معناه أن فعله أو قوله الذي أتى به ليس من طريقنا وهدينا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني