السؤال
أشاهد مسلسلا أجنبيا اسمه نظرية الانفجار العظيم، وهو مسلسل كوميدي ولكن الاسم مأخوذ من نظرية حقيقية أثبت الدكتور زغلول النجار صحتها من القرآن الكريم، ولمشاهدته فأنا أحمله من الأنترنت وتحميله يتطلب مني مشاركة في جزء صغير منه مع مستخدمي الشبكة سواء من المسلمين أو المشركين، والمشكلة أن هذا المسلسل يحتوي على أفكار إلحادية مثل نظرية التطور لداروين وأحيانا يسخرون من الأديان ويعتمدون أحيانا أخرى على الفلسفة الوجودية والإلحادية في الكلام، ولكنني أشاهده لما فيه من فكاهة ولا ألقي بالا بالطبع لهذه الأفكار الإلحادية أو السخرية من الأديان، وسؤالي هو: أنا أعلم أن هذا محرم ولكن هل يخرجني هذا عن الإسلام لمشاركتي جزءا صغيرا أقل من 150 من المسلسل مع أشخاص لا أعرفهم وقد يكونون ملحدين أو يقتنعون بهذه الأفكار والسخرية من الأديان؟ وهل يعتبر هذا سخرية مما جاء في القرآن من إثبات لهذه النظرية؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الواجب عليك الكف عن مشاهدة هذا الفلم ما دمت تعلم أن ذلك محرم، ومن العجب أن لا يكون الرادع لك عن الحرام إلا كونه كفرا وقد قال صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه. متفق عليه.
ولذا، نقول لك: إن كان الواقع ما ذكرت من أن هذا الفيلم مشتمل على أفكار إلحادية وأنها قد تشتمل على نوع من السخرية بالدين الحق فلا تجوز مشاهدتها، فإن مثل هذه الأمور تستدعي الإنكار والغضب عند مشاهدتها أو سماعها، لما فيها من المنكرات والمفاسد، فالتفكه بالفلم مع سماع ومشاهدة مثل هذا لا يجوز، فالشرع قد جاء بإنكار المنكر، وأدنى درجاته الإنكار بالقلب وهو يقتضي بغضه وعدم الرضا به ومفارقة مكانه لا الجلوس فيه، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 1048، وهي عن معنى الإنكار بالقلب.
وأما المشاركة المذكورة فلم نفهم على وجه التحديد كيفيتها ومضمونها، ولكن نقول على وجه العموم: إن المشارك لأهل الباطل في باطلهم إن لم تكن مشاركته لغرض صحيح كالإنكار وبيان الأباطيل أمر محرم ومشاركة في الإثم، ولكن هذا لا يقتضي بمجرده الردة والخروج عن الإسلام، وانظر الفتوى رقم: 35563.
وعلى كل، فالواجب الحذر، إذ لا يؤمَن أن يؤدي التهاون في مثل هذا إلى الوقوع فيما يقتضي الكفر ـ والعياذ بالله ـ وبخصوص نظرية الانفجار العظيم وماهيتها وحكم الإيمان بها نرجو مطالعة الفتاوى التالية أرقامها: 16975، 25400، 137126.
والله أعلم.