السؤال
موضوع يشغلني وأحس أنني أذنبت ذنبا كبيرا، خائفة جدا وأتمنى أن أرتاح: عندنا عصافير ولا أهتم بها، لأنني لست من اشتراها، وذات مرة كانوا في مكان نومي وأنا أعرف أنهم سيموتون من البرد ففتحت التكييف ونمت، وقلت أخرجهم ثم قلت لا، وتركتهم ونمت وأصحيت وقد مات واحد منهم، ومرارا أحس بالذنب وخائفة.. والله لا أدري ماذا أفعل؟ فأنا أخطأت لأنني جعلتهم في مكان خطأ وتركتهم، وإذا كان علي ذنب فما ذا أفعل؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أساءت السائلة بتركها العصافير في هذا المكان المكيَّف، مع علمها بأنها تموت من البرد، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل عصفورا في غير شيء إلا بحقه سأله الله عز وجل عنه يوم القيامة. رواه أحمد والنسائي، وحسنه الألباني.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم لغفر لكم كثيرا. رواه أحمد، وحسنه الألباني وجوده المناوي.
ولكن من تاب تاب الله عليه، ومن استغفره غفر له، قال تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا {النساء:110}.
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وقال صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني.
وننصح السائلة بأن تتبع سيئتها بالحسنات الماحية، كما قال الله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح ـ وحسنه الألباني.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: إذا أسأت فأحسن. رواه الحاكم والبيهقي، وحسنه الألباني.
ولتحذر من القنوط من رحمة الله تعالى، فإن القنوط قد يكون أعظم من الذنب نفسه.
والله أعلم.