الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمور تعين على ترك العادة السرية والنظر في الإفلام الإباحية

السؤال

أنا شاب في 22 من عمري، كنت أعيش حياتي كأي شاب يذهب للجامعة وكنت أعرف الكثير من البنات إلى أن أصبحت هوايتي المفضلة وذات يوم رأيت في منامي صحراء واسعة ذات رملة بيضاء وأنا أنظر إلى السماء ووجدت بها نورا عظيما علمت أنه الرحمن، وكان يقف بجواري أحد الصحابة لا أتذكر اسمه من شدة انبهاري بضوء السماء، وإذ بالصحابي يدافع عني أمام الرحمن ويقول له: حسام شخص صالح وإنسان جيد الخلق، فقال له الرحمن: أنا أعلم بحال حسام وأنا أعلم أنه صالح ولكن لا ينقصه سوى أن يحافظ على صلاته، واستشعرتها صيغة عتاب من الرحمن لي أكثر منها صيغة غضب، بل لم يكن غاضبا من الأساس، وبعد تلك الرؤيا حافظت على صلاتي ما يقرب من خمسة أشهر ولكنني انقطعت ثانية، لأنني كنت أمشي بمبدأ: أقم صلاتك وافعل ما شئت، فلم أبتعد عن صحبة البنات بل زادت الأمور سوءاً بتركي الصلاة وكدت أقع في الزنا، وعندما أتيحت لي الفرصة كي أزني لم أفعل، وأبيت رغم أننا كنا بمفردنا، قد أكون فعلت أشياء أخرى ولكني رفضت أن أزني بها، وفي ذلك اليوم شربت ماء كثيرا جدا ولم أدرك لماذا، ثم مرت الأيام وإذ بي أجد نفسي بلا مقدمات أسمع القرآن نهارا وأعود لسماع الأغاني ليلا واستمر بي الحال تارة أغاني وتارة قرآن إلى أن وجدت نفسي أسمع القرآن ليلا ونهارا ولا أجد حلاوة السماع إلى الأغاني التي كنت أجدها سابقا إلى أن استقر قلبي على سماع القرآن، بل وكنت عندما لا أسمعه يوما أشتاق إليه اشتياقا لم يكن طبيعيا، إلى أن وجدت نفسي أحافظ على صلاة الفجر ثم قيام الليل ثم أخيرا وليس آخراً نويت بإذن الرحمن حفظ كتاب الله عز وجل، ولكن بعد أن تنقضي امتحاناتي، والمشكلة التي أواجهها حقاً هي أنني أحيانا أخاف خوفا رهيبا من أن أبتعد عن الرحمن ثانية، وكلما تذكرت أنني كنت قد اقتربت من الرحمن سابقا ثم عدت للأسوأ أخشى أن يحدث هذا ثانية وأخشى أن أترك قيام الليل يوما رغم أنني أعشق هذه الصلاة، بل وصلت درجة عشقي لها أنني ذات يوم كنت مرهقا جدا ولم أستطع أن أستيقظ لقيام الليل والفجر فقضيت يومي كله حزينا مكتئبا، بل وباكيا، أعلم جيدا أن فترة اقترابي من الرحمن السابقة لم تكن مثالية، لأنني لم أكن أستمع إلى القرآن ولا أستيقظ لصلاة الفجر، بل كنت أحافظ على صلاتي فقط وأحيانا آتيها كسلاناً، وخوفي من الله يزداد يوما بعد يوم، وكثيرا ما أشتاق لرؤيته، ولكنني أعود لأسأل نفسي بأي شي ستواجهه؟ ماذا أعددت له وللآخرة كي تتمنى الموت لتراه؟ الحمد لله حاليا أنا أحافظ على صلاتي جيدا، بل على السنن وقيام الليل وقرآن الفجر، وأعلم أن كل هذا لن يوفي قدر نعمة واحد من نعم الرحمن التي أنعم بها علي وخوفي وخشوعي يزداد يوما بعد يوم، ولكنني مازلت مرعوبا من الابتعاد يوما ما عن الرحمن حتى صرت والله أخشى نفسي أكثر مما أخشى الشيطان، أعلم أنني مازلت شابا وأعلم أن هناك الكثير ليحدث وأن هناك الكثير لأراه مستقبلا إذا أمد الرحمن في عمري، ولكن كما ذكرت أخشى أن يأتي يوم تمل فيه نفسي العبادة وأنا لا أريد أن يحدث هذا ثانية أبدا، وكلما تذكرت أنه من الممكن أن يحدث هذا مستقبلا أبكي لأنني لا أريد أن أبتعد عن الرحمن ثانية، وأخيرا أود أن أخبرك بالشيء الوحيد الذي أفعله سيئا في حياتي وهو ممارسة العادة السرية وأحيانا مشاهدة الأفلام الأباحية ولكن ليس دائما بحكم أنني مازلت شابا ولا ألتمس العذر وأعلم أن هذا خطأ وأدعو الله أن يغفر لي، وآسف للإطالة وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاحمد الله على ما وفقك له في الأخير من المحافظة على صلاة الفجر وقيام الليل ونية حفظ كتاب الله عز وجل واعزم على التوبة الصادقة مما سبق وعدم العود إليه وأكثر التضرع إىي الله تعالى أن يرزقك المزيد من الهداية والثبات والاستقامة وينبغي أن يكون خوفك من البعد عن الله تعالى حافزا لك على الثبات وتعلم وسائله، وقد سبق أن ذكرنا بعض عوامل الاستقامة وأسباب الهداية في الفتاوى التالية أرقامها: 16976، 22198، 15219، 21743.

وأما ممارسة العادة السرية ومشاهدة الأفلام الإباحية فهو محرم شرعا ويجب مجاهدة النفس في البعد عنه ومما يعينك على ترك ذلك أمور آكدها الدعاء وصحبة أهل الخير والبعد عن مهيجات الشهوة، والسعي في الزواج وأسبابه، أو الصوم إن لم يتيسر ذلك، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 23935.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني