الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم قبول صلاة شارب الخمر أربعين يوما هل تتناول التائب

السؤال

لدي مشكلة معقدة بعض الشيء وأحتاج إلى فتوى واضحة، حيث إن الله ابتلاني بشرب الخمر رغم معرفتي بكبر الذنب إلا أنني اتخذت قراري بالتوقف في الحال والتوبة من هذا البلاء وخصوصا أنني حديث في تعاطي الخمر ولم أكمل السنة والفرصة الآن أفضل وأكبر لتركها، وهذه ليست المشكلة الأساسية، بل المشكلة أنني أعلم أن شارب الخمر لا يقبل له عمل لمدة 40 يوما وقد توقفت منذ أيام وذلك بسبب دخول شهر رمضان المبارك راجياً الله عز وجل أن يتقبل مني صيامي، ولكن قد تذكرت أن لدي 3 أيام يجب أن أقضيها من رمضان الفائت فكيف لي أن أصوم وقد توقفت عن شرب الخمر منذ أيام فقط؟ وما هو الحل جزاكم الله خيرا؟ حيث إن هذا الأمر يؤرقني فكيف لي أن أصوم وأربعون يوما لن تنقضي إلا بعد دخول رمضان؟ أرجوكم مراعاتي في السؤال والمساندة في توبتي عسى الله أن يتقبلها، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي ألهمك التوبة من هذا المنكر العظيم، ونسأله سبحانه أن يثبتنا وإياك على طاعته، ثم اعلم أن الواجب عليك هو أن تبادر بقضاء هذه الأيام قبل دخول رمضان التالي، وعليك أن تجتهد في فعل الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات، واعلم أن عدم قبول صلاة شارب الخمر أربعين يوما إنما هو في حق من لم يتب، وأما من تاب فإن ذنبه ممحو وطاعته مقبولة ـ إن شاء الله ـ لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

فأقبل على ربك واجتهد في عبادته ولا تترك شيئا من الطاعات، وما دمت قد تبت توبة صادقة فإن عباداتك تقع مقبولة مثابا عليها ـ إن شاء الله ـ بمجرد التوبة، وانظر الفتوى رقم: 117058.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني