الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تبرأ ذمتها إن قصرت في رد ما أخذته بالخطأ حتى مضى زمن طويل

السؤال

أفيدوني بارك الله فيكم, ذهبت إلى السوق واشتريت جاكيت واحد فقط, ولكن بالخطأ وجدت بالكيس جاكيتين غلطا وأنا لا أعلم بذلك, ودفعت ثمن واحد فقط، وبالفاتورة فقط واحد .
وعندما رجعت إلى المنزل وجدتهما اثنتين !! ووضعت الثانية بالكيس لكي أرجعها لهم, ووضعتها بالكيس بمكان آمن وفاتورتها,
وانشغلت جدا بالجامعة وكل يوم أقول لابد أن أرجعها, ولكن تناسيت وألهتني الدنيا عنها وهي بمكانها الآمن, وبعد مرور 3 سنوات تقريبا أو سنتين لا أعلم, تخرجت من الجامعة فتذكرتها وأعطيتها لوالدتي لكي ترجعها لهم، وأعطيتها مبلغا من المال إذا استدعى الأمر ذلك لكي تعطيهم، أهم شيء أن أكون قد أدّيت الأمانة، مع العلم أني وجدتها بالكيس وأنا لا أعلم بها.
وعندما ذهبت والدتي أخبرتهم بذلك أخذها البائع، وتفاجأ من مرور السنوات ولم آت إلا الآن !! فقالت كننا مسافرين, ودعا لها وشكرها,
وعندما أخبرتني أمي بدأ الوسواس والتفكير، مع العلم أني أوسوس وأفكر كثيرا، بدأت أشك أني لم أؤد الأمانة, وكانت أمي تحاول تهدئتي وتخبرني بأنه دعا لي كثيرا, وشكرني أيضا, ولكن التفكير ذبحني لدرجة وصل بي الوسواس أنه لايجوز أن أكذب وأقول كنا مسافرين ونحن لم نسافر.
أفيدوني جزاكم الله خيرا هل أكون برئت ذمتي وأرتاح من هذا الوسواس, مع العلم أنه أخذها وشكرنا كثيرا وقال إن مثلكم نادر بهذا الوقت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أديت الأمانة وبرئت ذمتك منها مادام صاحبها قد قبلها على ما هي عليه، وأما الإخبار بكون سبب التأخر هو السفر كذبا فيستغفر منه ويندم عليه ويكفي ذلك في التوبة منه، وقد صدر ذلك من أمك كما ذكرت ولم يصدر منك فالتوبة عليها منه، ودعي هذه الوساوس لأن التجاوب معها والاستمرارفيها قد يؤدي بك إلى ما لا تحمد عاقبته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني