السؤال
ياشيخ أنا لي فترة لم أصل، والله، لأني تعبت من الجنابة كل فترة قليلة أغتسل. هل في هذه الحالة أكون قد كفرت لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) ياشيخ قلت لنفسي أنا في هذهِ الحالة كفرت، وكنت أسخر وأقول أنا كفرت في نفسي. فيا شيخ هل أنا في هذهِ الحالة كفرت؟
أريد إجابة واضحة لأني سأذهب إلى المدينة وأخاف أن لايدخلها كفار؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيظهر لنا أن الأخت السائلة تعاني من الوسوسة في موضوع الجنابة إذ ليس من الطبيعي أن تحصل الجنابة كل وقت كما ذكرت السائلة, ومن المعلوم أن الجنابة إنما تكون من الوطء أو خروج المني احتلاما أو استمناء. فلا ندري ما وجه اغتسالها دائما, وليس كل ما يخرج من المخرج يكون منيا يوجب الاغتسال, فقد يكون مذيا أو وديا أو غير ذلك, فلعل السائلة جهلت ذلك وظنت أن كل ما يخرج يوجب الاغتسال .
وأما تركها للصلاة فهذه نتيجة لتلاعب الشيطان بها واستدراجه لها إلى الوسوسة، فإن الوسوسة في أمور الطهارة من خطوات الشيطان التي يستدرج بها العبد إلى استثقال العبادة ثم تركها وهذا ما نجح فيه اللعين مع السائلة, ولا شك أن ترك الصلاة كفر كما في الحديث الذي أشارت إليه السائلة نفسها, ولكن هل هو كفر أكبر أو أصغر ؟ قولان لأهل العلم ذكرناهما مع تبيين القول الراجح عندنا منهما في الفتوى رقم: 183147.
وعلى كلا القولين فإنه يجب عليها أن تتقي الله تعالى وتتوب إليه ولا تسلم قيادها لإبليس وجنوده وأن تعود إلى أداء الصلاة فورا, وإذا كانت تعاني من الوسوسة في الجنابة فلتذكر لنا ما وجه ذلك ونحن نفيدها إن شاء الله تعالى بما فيه علاج لوسوستها .
والله أعلم.