الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابتليت بالوسوسة في الوضوء والصلاة والنجاسات فكيف تتخلص منها

السؤال

أرجو الرد على سؤالي دون إحالتي لأسئلة سابقة: أريد أن أعرف إن كنت أعتبر موسوسة أم لا، فأنا أشك في الوضوء وأكرره وكذلك الصلاة، أشك في التكبير والفاتحة والركوع وعدد السجدات وأحيانا عدد الركعات والتشهد والتسليم وأحيانا أشك في سجود السهو فأعيده ويتكرر هذا في كل صلاة، ففي كل صلاة أشك في شيئين على الأقل، وإذا طلبت من أحد أن يراقب صلاتي فإنه يقول لي إنني لم أنقص شيئا، كما أشك أنه قد خرجت مني إفرازات أثناء الصلاة، وأحيانا أكاد أجزم أنه خرج شيء فأقطع الصلاة وأذهب للتأكد فلا أجد شيئا، وأحيانا لا أقطعها وعند الذهاب للتفتيش أجد شيئا، فهل التفتيش واجب أساسا؟ ثم المشكلة الأكبر هي الوضوء، فأنا أشعر أنني قد أحدثت فأعيد الوضوء، وأحيانا أتوضأ لعشر دقائق أو لربع ساعة، إذ أشك أنني لم أغسل إحدى قدمي مثلا، أو أنني لم أغسل يدي إلى المرفقين، وغسل قدمي يأخذ وقتا، إذ أظل أغسل حتى الكعبين أكثر من مرة، ولا أشعر أنني أغسلهما كما يجب، كما أنني أقضي وقتا في الحمام من أجل الطهارة وأشعر بالسوء تجاه كميات الماء التي أستخدمها، ولكنني قرأت هنا أنه حتى لو ذرة بول أصابتني فيجب استخدام الماء وغسلها، وفي الحمام العربي رذاذ البول وارد بالتأكيد، فأنا أغسل رجلي الاثنتين كلهم، وفي التطهر من الغائط أظل حتى أتأكد أنه لا يوجد شيء، وهذا يأخذ وقتا، إذ إنني حتى بعد استخدام الماء أجد أثرا وأعيد المسح والغسل وأكرره إلى أن أتأكد أنه لا يوجد شيء، وكل هذا يتعبني، هذا عدا عن الشك في الإفرازات، فكم مرة يجب أن يتكرر الشك حتى يعتبر شخص ما أنه موسوس؟ أريد أن أعرف هل أعتبر نفسي موسوسة وأمضي في وضوئي وصلاتي حتى لو شعرت بأنها خاطئة؟ وهذا ما قرأته لعلاج مثل حالتي، وماذا لو لم ألتفت للشك في الوضوء مثلا وكنت فعلا قد أحدثت أو لم أعد الفاتحة وكنت فعلا قد نسيتها..إلخ؟ وهل تعتير صلاتي صحيحة عندها؟ وكم يجب أن أستمر في هذا؟ فأحيانا أقرر أن أترك الشك ولا ألتفت كما تنصحون، ولكنني أعود وأتهم نفسي بأنني أتظاهر بالوسوسة كي لا أعيد الوضوء أو الصلاة وأظن أن هذا الخاطر بحد ذاته وسوسة، فماذا أفعل؟ وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما كونك موسوسة فهذا مما لا شك فيه، بل قد بلغ منك الوسواس مبلغا عظيما، وما دمت تعلمين العلاج فعليك به، وإياك إياك أن تسترسلي مع هذه الوساوس أو أن تستسلمي لما يوهمك الشيطان به من أنك ربما كنت تتظاهرين بالوسوسة فهذا كله من كيده لك ومكره بك يريد بذلك أن ينغص عيشك ويبعدك عن ربك تعالى، فلا تلتفتي إلى هذه الوساوس لا في الوضوء ولا في الصلاة ولا في باب النجاسة، واعلمي أنه لا يحكم بنجاسة شيء إلا إذا حصل اليقين الذي تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد أصابتك نجاسة، وكثرة الشك في الوضوء والصلاة لا يلتفت إليها إذا وصلت إلى هذا الحد الذي أصابك، فدعي عنك هذه الوساوس كلها ولا تفتشي عن الخارج مهما شككت في خروج شيء منك حتى يحصل لك اليقين الجازم بذلك، ودين الله تعالى يسر وقد رفع الله عن عباده الآصار والأغلال وله الحمد، ولا تلتفتي إلى ما يوهمك الشيطان به من أنه ربما كان قد خرج منك شيء أو ربما تكونين قد نسيت كذا من أعضاء الوضوء أو من أركان الصلاة، بل عبادتك صحيحة بلا شك، والله لا يحاسبك على ما في نفس الأمر، وإنما يحاسبك على ما كلفك به وشرعه لك، وقد شرع لك سبحانه أن تتجاهلي الوساوس وتعرضي عنها فلا تفكري في سوى ما أمرت به، وليس لذلك مدة محددة، بل تظلين تتجاهلين هذه الوساوس وتعرضين عنها حتى يمن الله عليك بالشفاء وتزول عنك هذه الوساوس، وانظري الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.

وننصحك بمراجعة الأطباء الثقات، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا لمزيد الفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني