الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الابن إن أمرته أمه بقطع صلة خالته التي هي كذلك أم زوجته

السؤال

ترتبت على زواجي من بنت خالتي خلافات بين أمي وخالتي بسبب بعض المشادات الأسرية الناتجة عن زواج الأقارب، مع أن نيتي من الزواج كانت صلة الرحم وتوثيق الأواصر، المهم أن أمي لا تريدني أن أصل خالتي، ولكنني أجيبها ظاهريا فيما لا يعكر صفوها كعدم إجابة دعوة خالتي إلى الإفطار مثلا في شهر رمضان وأكتفي بإرسال زوجتي، ولكنني أصلها بالمال والكلمة الطيبة عن طريق زوجتي دون علم أمي، فلا أريد أن أغضب أمي، لأن أثر زواجي عليها كان سيئا نفسيا وبدنيا مع أنها هي التي رشحت لي ابنة خالتي، وفي الوقت ذاته لا أريد أن أقطع رحمي، فهل تصرفي صحيح؟ أم أبارز أمي بالمخالفة؟ تعلمت من خلال خبرتي القصيرة أن مداراة الأم أفضل، مع عقد العزم على الخير وتجنب نية قطع الرحم، وأن ما لا يحدث اليوم قد يحدث غدا مع التروي في معاملة أمي، لأنها شديدة الحساسية، مما يتطلب شدة الحرص على مراعاة شعورها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما تقوم به من مداراة أمك وعدم طاعتها في قطع رحمك تصرف صحيح، وانظر الفتوى رقم: 110513.

لكن عليك أن تنصح أمك برفق بألا تقطع رحمها وتبين لها أن قطع الرحم من الكبائر وأن الشرع قد أمر بصلة الرحم حتى لمن يقطعنا، ويمكنك الاستعانة ببعض العقلاء من الأقارب أو غيرهم من أهل الدين ليصلحوا بين أمك وخالتك ويجوز في سبيل الإصلاح بينهما إخبار كل منهما بكلام يجلب المودة بينهما ويذهب الشحناء وإن لم يكن واقعا وليس ذلك من الكذب المذموم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِى يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِي خَيْرًا. رواه مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني