الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تفعل مع أخيها الذي يتحرش بها

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، تعرضت في صغري لاغتصاب من أخي، وكنت في ذلك الوقت لا أعلم أنه حرام وكنت أظنه لعبا، لأن أخي كل ما فعل بي أعطاني فلوسا أو حلوى، وبعد معرفتي أنه حرام رفضت أن يفعل بي وهددته بأن أخبر أمي، فقال لي لو أني أخبرتها فسأقتلك، وهذه الأيام يتحرش بي وأنا خائفة منه وأصبحت أكره الحياة، وفي بعض الأحيان أتمنى أن أموت وأرتاح لدرجة أنني فكرت في الانتحار إلا أنني لا أريد أن أغضب ربي، ووالله لا أعرف ماذا أفعل، أريد نصيحتكم وتوجيهكم لي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن غرائب الأمور وقبائح الفعال أن يأتي الخوف من جهة من يرجى منه الأمن، ويأتي الاعتداء ممن يرجى منه حماية العرض، فأعظم الزنا إثما الزنا بالمحارم، وقد سبق لنا بيان ذلك بالفتوى رقم: 57108، وقد ضمنا هذه الفتوى بعض التوجيهات في مثل هذه الحالة فنرجو الاطلاع عليها للأهمية.

وعليك هنا بالحزم مع هذا الأخ المعتدي وعدم التردد في تهديده بإخبار من يأخذ على يديه من قريب ونحوه، أو تهديده برفع الأمر إلى الجهات المسئولة، وإن رأيت أن تهديده بما ذكر لا يكفي لردعه عن عمله ذلك فيلزمك أن تأخذي بالأسباب الكفيلة بذلك وبما يحميك من تهديده لك بالقتل، وأما تمني الموت فإنه منهي عنه شرعا إلا أن يكون لمصلحة راجحة كخوف فتنة ونحو ذلك، وانظري الفتوى رقم: 31781.

وأما الانتحار: فاحذريه أشد الحذر، وهو داء وليس بدواء، كما بينا بالفتوى رقم: 34194.

فعليك بالصبر والتوجه إلى الله بالدعاء له بالهداية والتوبة، وأن يحميك من شره، روى أحمد وأبوداود والنسائي في الكبرى: عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني