الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حديث النفس إن اقترن بالتبسم أو العبس فهل يؤاخذ به صاحبه

السؤال

هل إذا صحب حديث النفس حركات في وجهي بدون قصد مثل الابتسامة أو العبس أصبح كأنني عملت بحديث النفس وأصبحت أحاسب عليه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله تعالى تكرما منه وفضلا رفع عن هذه الأمة المؤاحذة بوساوس الصدور وخلجات النفوس، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: إن الله تجاوز لي عن أمتي عن ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم.

وقد بين صلى الله عليه وسلم أن غاية هذا العفو هي: العمل في الفعليات، والكلام في القوليات، فإذا عمل العبد أو تكلم بمقتضى حديث النفس فقد خرج بعمله ذلك عن حد الحديث النفسي، والتبسم وغيره من حركات الوجه من قبيل الفعل، لكن الفعل الذي يؤاخذ به ويحاسب عليه إنما هو فعل مخصوص وليس كل فعل، والحكم على فعلك هذا منوط بمعرفة سببه الداعي إليه فينبغي أن تبينه لنا ليكون الجواب مصادفا، غير أنه إن كان قصدك السؤال عما يترتب عليه من الإثم وقد فعلته غير قاصد فلا مؤاخذة عليك فيه، هذا إلى أن الأصل في التبسم ونحوه من هذه الحركات الجواز، إلا أنه قد يعتريها ما تكون بسببه محرمة كما لو رأيت شخصا حدثتك نفسك فيه بأمر تبسمت من أجله استهزاء، فهذا من السخرية المحرمة، لأن التبسم من الضحك، غير أن الذي يغلب في مثل هذا النوع من الأسئلة أن لا تكون إلا من الموسوس، فإذا كنت موسوسا ـ وهذا ما ظهر لنا من أسئلتك السابقة ـ فعليك أن تدفع الوسواس بالإعراض عنه والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني