الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة الطلب من الله تعالى هل يتنافى مع شكره عز وجل

السؤال

هل كثرة الطلبات تدل على عدم الشكر لله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي البداية نريد أولا أن نحيلك إلى معنى الشكر وقد ذكرناه من قبل في الفتوى رقم: 72510، فراجعيها.

وفي خصوص موضوع السؤال، فإن كان القصد بكثرة الطلبات كثرة دعاء الله تعالى وطلب كل ما يحتاج إليه العبد منه سبحانه وتعالى، فهذا لا يتنافى مع شكر الله تعالى ولا مع القناعة، بل هو مما أمر به الشرع ورغب فيه، قال الله تعالى: وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا {النساء:32}.

وقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من لم يسأل الله غضب الله عليه. رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع.

وقال الأوزاعي: أفضل الدعاء الإلحاح على الله عز و جل والتضرع إليه.

أما كثرة الطلبات للمخلوق وإنزال الحوائج به فإنها مذمومة شرعا ومكروهة طبعا، وهي تدل على عدم القناعة والرغبة عن سؤال الله تعالى، ولا يلزم منها بالضرورة عدم شكر الله تعالى، ولكنها مذمومة شرعا ـ كما ذكرنا ـ فقد روى الإمام أحمد وغيره: عن المغيرة بن شعبه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن قِيل وقال، وعن كثرة السؤال وإضاعة المال.. صححه الأناؤوط.

وعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يتقبل لي بواحدة وأتقبل له بالجنة؟ قال: قلت: أنا، قال: لا تسأل الناس شيئا، فكان ثوبان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لأحد ناولنيه حتى ينزل فيتناوله. رواه أحمد والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني.

وقال الشاعر الحكيم:

لا تسألنَّ بُنيَّ آدم حاجة وسَل الذي أبوابه لا تُحجب

فالله يغضب إن تركتَ سؤله وبُنيّ آدم حين يُسأل يغضب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني