الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطلاق على الإبراء هل يصبح بعد انقضاء العدة بينونة كبرى

السؤال

أنا بفضل ربي إنسان على قدر من التدين وأحفظ كتاب الله، تزوجت منذ حوالي عامين ونصف بزوجة كنت على اعتقاد أنها متدينة وهي طيبة جدا، ولكن للأسف لها خالة وبعض الأقارب تسمع كلامهم جدا وينصحونها نصائح غريبة ويجعلونها تكره أي شخص حتى إنهم جعلوها تكره أمها وتحبهم بشكل غريب، وبعد الزواج فوجئت بعصبيتها الشديدة حتى إنها كانت تصرخ بالليل وتشد شعرها وتبكي بكاء هيستيريا على أتفه الأسباب ومضت حياتنا ليس فيها أي مشاكل مادية أو عضوية بفضل الله لكن أي مشكلة صغيرة كانت تضخمها وتتشاجر معي فأضطررت أن أضربها، وقد ضربتها أربع مرات على وجهها ولم أكن أعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ضرب الوجه، ولما علمت قول الرسول عليه السلام انتهيت عن ضربها مطلقا ورزقني الله منها بطفل عمره عام وبضعة أشهر، وتمنيت أن تمضي الحياة أفضل فنصحتني أمها إن هي فعلت أي شيء أن آتيها بها ولا أضربها وستتولى هي الأمر فصدقتها، وبعد عدة أشهر حصلت بيننا مشادة وكنت صبورا معها جدا إلى أن أخطأت في حقي وحق أهلي فقلت لها مغضبا ليس لك حسب ولا نسب ولا دين وقلت لها البسي ملابسك وسأذهب بك إلى أهلك فراحت إلى أهلها وتدخلت خالتها وزوجها بالصلح بيننا، ولكن للأسف نقلوا عني كلاما لم أقله عنها فاستشاطت غضبا مني وكنت قد قررت أن أتركها شهرا حتى تتعلم من الدرس، وعندما رحت إليها لأحضرها رفضت الرجوع ولم تكلمني وبعدها كلما أروح لأحضرها ترفض وغيرت رقم هاتفها عدة مرات، رحت لأهلها حوالي عشر مرات وكل مرة ترفض وتتعلل بعلل كثيرة أنها لا تطيق الشقة أو معمول لها عمل وسحر أو أنها تكرهني أو أنني لا أجلس معها وقتا كافيا أو أنها قد رأت رؤيا أنني شر لها وفسرها لها شيخ، وتدخل الكثير للصلح ومنهم من كان ينوي الشر ولكنها لا تستجيب لأحد فنصحتها وقلت لها أحاديث الرسول عن طاعة الزوج وعقاب الزوجة الناشز فتأبي وترفض إلى أن فوجئت بها ترفع دعوي نفقة لها وللصغير ودعوى تبديد منقولات زوجية رغم أنني كنت أرسل إليها المال ولم أبدد أي شيء من عفشها فقررت أنها لا تصلح وأعطيتها قائمة منقولاتها وعفشها وقلت لها ليس من حقك ولكني لا أحتاج إليه ثم طلقتها على الإبراء من النفقة والمتعة وقلت لها إنني لا أسامحك أمام الله، واليوم أراها تبكي كلما رأتني وكأنها تريد العودة إلي، والسؤال:
1ـ طلاق الإبراء طلاق بائن بينونة صغري، فهل يتحول إلى بينونة كبري بعد انقضاء العدة؟.
2ـ أرجو النصيحة لها في دينها.
3ـ أرجو النصيحة لي فقد نويت التزوج بأخري حيث لا أستطيع أن أعيش مرة أخرى مع زوجة قامت برفع قضايا علي، ولكن حال الصغير يؤلمني، أصلح الله حالكم ووفقكم وجزاكم حب الناس والدرجات العلى من الجنة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالطلاق على الإبراء طلاق بائن ولا يتحول بعد انقضاء العدة إلى بينونة كبرى، وإنما تكون البينونة الكبرى من الطلاق الثلاث فلا تحل الزوجة بعده، إلا أن تتزوج زوجا آخر ـ زواج رغبة لا زواج تحليل ـ ويدخل بها ثم يطلقها أو يموت عنها وتنقضي عدتها منه، وعليه فإن كنت لم تكمل ثلاث تطليقات فزوجتك لم تبن منك بينونة كبرى ولك مراجعتها بعقد جديد إذا هي وافقت ، ونصيحتنا لهذه المرأة أن تتقي الله وتعلم أن حق الزوج عظيم وأن طاعة الزوج أوجب من طاعة الوالدين فضلا عن غيرهم من الأقارب، قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف: لا يلزمها طاعة أبويها في فراق زوجها ولا زيارة ونحوها، بل طاعة زوجها أحق.

و قال ابن تيمية رحمه الله: الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَبُ.

وإذا كانت تشعر أنها تعاني من شيء من المس أو السحر فعليها أن تحافظ على الأذكار المسنونة والرقى المشروعة مع التوكل على الله، ولا بأس بالرجوع لمن يعرف بعلاج السحر والمس بالطرق المشروعة ممن يوثق به، وتراجع الفتويان رقم: 2244، ورقم: 10981.

ونصيحتنا لك إن كنت تلمس من هذه المرأة رجوعا إلى الصواب ورغبة في المعاشرة بالمعروف، فالأولى أن تتزوجها ولا تلتفت لما كان منها في الماضي وتابت منه، ولا سيما مع وجود ولد حيث إنه من المصلحة أن ينشأ بين أبويه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني