الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريق الدعوة محفوف بالإيذاء والتكذيب

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...أنا أقوم بالهداية والموعظة والتذكير والترهيب والترغيب للشباب المسلم عن طريق الشات والحمد لله استجاب لي الكثيرون ممن غفلوا عن دينهم ونسوا ربهم وهذا كله لمدة 4 أو 5 شهور لكن قبل مدة تعرض لي أحد الشباب بالسب والكلام البذيء والإيذاء وأنا صابرة وأقابل الشتيمة بالشكر والموعظة والكلام اللين السهل والله يشهد علي أنني ما أذيته ولا بكلمة واحدة لكنه بدأ بالكفر من كلام بذيء على سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأنا أحاول ردعه لكن دون فائدة فاضطررت لتذكيره بوعيد الله للمرة الأخيرة وإنهاء المحادثة معه فهل علي إثم بكفره هل أشاركه بالذنب علماً أنني والله لم أغضبه ولم أعتد عليه لكنه فجأة انهال علي بكل أنواع الكلام البذيء والإيذاء.أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنقول لك أولاً: جزاك الله خيراً على حرصك على الدعوة إلى الله، وهداية الناس، فهذا من أحسن الأعمال التي على المسلم أن يشغل حياته بها، قال سبحانه: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت:33]
لكن عليك أن تحذري من مخاطر ومزالق المحادثة في الإنترنت، لا سيما مع الرجال، فعليك بالالتزام بشروط الحوار والمحادثة المبنية في الفتوى رقم: 1759.
ولو اقتصرت في دعوتك على النساء لكان خيراً وأفضل، لأن بعد المرأة المسلمة عن محادثة الرجال هو الأليق بها.
وأما ما بدر من المذكور من كفر وبذاءة، فعليه وزره، ولا تحملين من وزره شيئاً ما دمت لم تتسببي في ذلك، كما ذكرت.
واعلمي أن الإنسان في طريق دعوته معرض لمثل هؤلاء الذين طمس الشيطان على بصيرتهم فلا يرون هدى ولا يميزون بين حق وباطل، فعليك بالصبر والاحتساب، فهذا من ضريبة الدعوة إلى الله، فالله سبحانه يقول: (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [لقمان:17].
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني