السؤال
قدر الله أن أرزق بجنين مشوه ـ مياه على الرئة ومياه حول القلب وورم بالرقبة وتقوس في الأطراف الأربعة وتكيس على الكلى واتساع في حوض الكلى ـ بناء على الفحص بالأشعة رباعية الأبعاد، ورأي الأطباء أن الجنين سيموت إما أثناء الحمل أو بعد الوضع بقليل ـ والله أعلم ـ وترى طبيبتي إبقاء الجنين لأنه سيموت ولأنها تعتقد نفخ الروح عند الأسبوع السادس، ويرى طبيب آخر أن إبقاء الجنين سيؤدي إلى زيادة حجمه وتصبح عملية الولادة قيصرية، والأولى الإجهاض، لأنه علميا لا يستطيع إكمال حياته، وأقر 4 من الأطباء نفس التشوهات بناء على الأشعة وأن الجنين علميا سيموت، وعمر الجنين الآن 15 أسبوعا، أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإسقاط الجنين بعد نفخ الروح فيه أمر خطير وذنب عظيم، فهو قتل للنفس التي حرم الله، ولا يجوز الإقدام على مثل ذلك إلا بوجه حق، كأن يكون في بقاء الجنين خطر على حياة الأم، وسبق لنا بيان ذلك بالفتويين رقم: 2385، ورقم: 78020.
فمجرد كون الجنين مشوه الخلقة أو أنه قد يموت بعد الولادة، أو أن أمه ربما احتاجت في ولادته إلى عملية قيصرية، فهذا كله لا يسوغ الإقدام على إسقاطه، ولا عبرة بشهادة هذا العدد من الأطباء على أن ذلك سيحدث، فاستعيني بالله واصبري، وما قضى الله لعبده المؤمن قضاء إلا كان له فيه خير، إن شكر في السراء وصبر في الضراء، روى مسلم في صحيحه عن صهيب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
والله أعلم.