الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المنع من الاستخدام المسيء للإنترنت أمر محمود

السؤال

أحسن الله إليكم وجزاكم عنا خيرا، سؤالي حول استخدام شبكة الأنترنت: فإننا في منزلنا قد منّ الله علينا بوجود هذه الشبكة وأستخدمها أنا وإخوتي، لكنني بدأت أرى منهم تهاونا في الصلاة وسماعا للغناء، هذا عدا ما لا أعلمه مما يرونه من مقاطع ومشاهد لا أعلم عنها ولم أكلف نفسي بالبحث عنها، وكثيرا ما أجد اختي التي تبلغ تسعة عشر عاما تترنم بالغناء، وأجد في جوال أخي مقاطع غناء وأظن أن السبب في ذلك هو هذه الشبكة، فهل أعد ظالمة لهم لو منعتهم بالكلية من استخدام الشبكة؟ وهل أأثم بإعطائهم الجهاز الخاص ـ المودم ـ ليقضوا وقت فراغهم عليه، مع أنني أنبههم دائما على الحذر من الغناء وما شابهه من أمور لا ترضي الله جل وعلا، وأقوم بفصل الشبكة وقت الصلاة ليصلوا، لكن للأسف أحيانا أفصلها ليصلوا فلا أجدهم قد قاموا للصلاة إلا أحيانا، هذا عدا الفوضى في النوم والاستيقاظ، بل الأدهى والأمر أنهم يقومون من النوم مباشرة إلى أجهزة الكمبيوتر والجوالات؟ وقبل النوم أمنعهم منه بالقوة، فتعلقهم به شديد جدا، هو كل حياتهم لا يكادون ينفكون عنه، فالأمر جدا صعب ويؤثر على صلاتهم ودينهم فإني كثيرا لا أراهم يصلون؟ وأتضايق من نفسي كثيرا لأنني أمنعهم من الاستخدام في حين أسمح لنفسي بالجلوس عليه وكأنني أزكي نفسي دونهم، ولا يعجبني هذا، وأحيانا أجلس على الشبكة لقضاء حاجة مهمة ثم أقوم مباشرة بإغلاق الشبكة فأحس بأنني قد ظلمتهم وأنقصتهم حقهم، لكنني لا أرتاح ما داموا لا ينفكون عن بعض الاستخدامات السيئة للشبكة وأحس أنني مسؤولة أمام الله تعالى عن هذا، لذلك أمنعهم أحيانا بالكلية ويسكتون مجبرين، لأنني أختهم الكبرى، لكنني أخاف من ظلمهم، فما الحل؟ وماهو الحلال وما هو الحرام في هذا؟ وكيف أتصرف معهم؟ مع العلم أنني بادرت إلى مراقبة هذا الأمر، لأنه لا يقوم به أحد في بيتنا، فالحال كانت سائبة وفوضوية حتى منّ الله علي أن أنصح لهم وآخذ على أيديهم لكن قد أكون لم أحسن الطريقة لأنني لا أعرف حدود الحلال والحرام في هذا، فما توجيهكم؟ رحمكم الله وعفا عنكم وجزاكم من خيري الدنيا والآخرة مالا يخطر لكم على بال..آمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان إخوتك يسيئون استعمال هذه الشبكة ويقعون بسببها في شيء من المحرمات أو يقصرون بسببها في شيء من الفرائض كالصلاة، فمنعها عنهم إحسان إليهم، وهو من النصح الواجب لهم، ويعتبر ذلك صورة من صور امتثال قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2}.

ولاحرج عليك في استعمالك لهذه الشبكة مع منعها عنهم، ما دام استعمالك لها بعيدا عن المحظورات الشرعية، وليس في ذلك استئثار مذموم، لأن العبرة ليست في الأشخاص، وإنما العبرة في كيفية وأغراض الاستعمال، ويمكنك أن تسمحي لهم باستعمال الشبكة في حضورك، وعليك أن تديمي لهم النصح الرفيق، والموعظة بالتي هي أحسن، لكي يلتزموا برغبتهم واختيارهم بحدود الشريعة في التعامل مع هذه الشبكة، وراجعي الفتويين رقم: 125509، ورقم: 64616.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني