السؤال
أمي متمسكة بوجودي الدائم لديها حتى ولو على حساب زوجي، لأنها لا تريدني أن أظل معه، وقد تسببت بطلاقي منه من قبل، وجلست معها ثلاث سنوات، ثم رجعت مرة أخرى إلى زوجي الذي يقول لي دائماً بأني يجب أن أبر أمي حتى ولو كانت تكرهني.
ماذا أفعل؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن حق الأم عظيم، وبرها من أوجب الواجبات وأفضل القربات، فقد أحسن زوجك إذ أمرك ببر أمك على كل حال، ولنعم الزوج الذي يحث زوجته على بر أمها ولو كانت مسيئة.
لكن بر أمك وطاعتها إنما تكون في المعروف، ولا طاعة لها فيما يخالف الشرع أو يضر بك، وحق زوجك في الطاعة مقدم على حقها عند التعارض، فإذا أمرتك أمك بهجران زوجك أو فراقه فلا طاعة لها، وعليك أن تبريها بما دون ذلك بما لا يخل بحق زوجك.
قال المرداوي الحنبلي (رحمه الله) في الإنصاف: لا يلزمها طاعة أبويها في فراق زوجها، ولا زيارة ونحوها، بل طاعة زوجها أحق. اهـ
وقال ابن تيمية (رحمه الله): الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا، وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَبُ. مجموع الفتاوى.
والله أعلم.