الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حول قول عطاء بن أبي رباح: وددت أنني أحسن العربية

السؤال

ورد في سير أعلام النبلاء في ترجمة عطاء بن أبي رباح أنه لم يكن يحسن العربية: ولم يكن يحسن العربية، روى العلاء بن عمر الحنفي عن عبد القدوس، عن حجاج، قال عطاء: وددت أني أحسن العربية، قال: وهو يومئذ ابن تسعين سنة ـ وأجد في بعض التفاسير نقلا عنه فهل كان يفسر القرآن وهو لا يحسن العربية؟ رحمه الله وغفر له ولنا وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الذهبي عند ما ذكر قول عطاء ـ رحمه الله ـ في السير: وددت أنني أحسن العربية ـ لم يعلق عليه، ولم نقف على من علق عليه من أهل العلم، وإذا صح عنه ـ رحمه الله ـ هذا القول فلعله يقصد به التبحر في اللغة وفي علومها، وإلا فهو عربي اللسان والنشأة ومن أعلم أهل زمانه، قال عنه الذهبي في السير: عطاء بن أبي رباح الإمام شيخ الإسلام، مفتي الحرم، أبو محمد القرشي مولاهم، ولد في أثناء خلافة عثمان ونشأ بمكة، وأصله من الجَنَد ـ بلدة مشهورة باليمن ـ وقال عنه: قال ابن عباس: يا أهل مكة! تجتمعون علي وعندكم عطاء، وقال عنه أبو جعفر الباقر: عليكم بعطاء، هو والله خير لكم مني، وقال: خذوا من عطاء ما استطعتم، وكان يقارن بالحسن البصري وسعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي.. قال ابن أبي عروبة، عن قتادة .. إذا اجتمع لي أربعة، لم ألتفت إلى غيرهم، ولم أبال من خالفهم: الحسن، وابن المسيب، وإبراهيم، وعطاء، هؤلاء أئمة الامصار.

فمثل هذا يستبعد أن يكون لا يحسن العربية، وخاصة أنه كان مرجعا من مراجع التفسير وغيره من العلوم الشرعية وعلما من أعلام الإسلام وفي تلك البيئة وتلك الفترة، فمن تتبع سيرته وحديثه مع الملوك والأمراء وفي حلقات تدريسه ومجالس فتواه.. يستبعد أن يكون لا يحسن العربية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني