الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رحمة الله وعفوه أعظم من ذنوب العبد

السؤال

كنت على التزام ثم وقعت في الانحراف وأتتني حالة نفسية، وكل هذا بعد ما كان الناس يدعونني إلى الجهاد وأريد أن أجاهد، لكنني أهلكت نفسي ولا أعرف ماذا أفعل كي أنجو بعد ذلك، فما هو التوجيه لي ولغيري؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس مستغربا أن يقع الإنسان في شيء من المعاصي ويقارف بعض الذنوب، ولكن لا يجوز أن يحمله هذا على اليأس من روح الله والقنوط من رحمته، فإن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء، وفي طبيعة بني آدم أنهم يخطئون، ولكن خيرهم هو من يتدارك خطأه بتوبة نصوح يمحو الله بها عنه أثر ذلك الذنب، وقد جاء في الحديث: كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني.

فإن كنت قد انحرفت عن الجادة وحدت عن طريق الاستقامة فباب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، فبادر بالتوبة النصوح واعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وجاهد نفسك في الاستقامة على شرع الله بفعل أوامره وترك نواهيه عالما أنه سبحانه يعين من جاهد نفسه فيه ويهديه سبله، كما قال جل اسمه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.

فتوجيهنا ونصحنا لك ولمن كان في مثل حالك هو أن تتدارك ذنبك بالتوبة، وتعلم أن الله تعالى يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها، فمهما كان الذنب عظيما فإن رحمة الله تعالى وعفوه أعظم، وأن تستقيم على الشرع قدر طاقتك فعلا للفرائض مع عدم الإخلال بشيء منها وإكثارا من النوافل، فإن ذلك هو السبيل لنيل محبة الله تعالى للعبد وتوفيقه له ومعونته إياه.

نسأل الله أن يهدينا وسائر إخواننا صراطه المستقيم، وراجع الفتاوى المربوطة بالفتوى رقم: 78127.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني