الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يمين الطلاق كتابيا من قبيل كناية الطلاق لا يقع إلا إذا نواه الزوج

السؤال

سؤالي: هل يعد يمين الطلاق كتابيًا عبر محادثات الإنترنت يمينًا؟
وإذا كان كذلك فإنني قد حلفت على زوجتي بألَّا تراني ولا أراها عبر كاميرا الويب, ولكنني لم أحدد فترة زمنية لهذا الحلف, لكن نيتي كانت ألا نرى بعضنا البعض خلال الفترة بين لحظة الحلف حتى ألحق بها لأنها تعيش بالخارج هي وأسرتها, فهل لي بعد أن ألحق بها أن نستخدم كاميرا الويب أم لا؟
مع العلم أننا عقدنا القِران فقط, ولم أدخل بها.
جزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيمين الطلاق كتابيا بواسطة الإنترنت من قبيل كناية الطلاق لا يقع إلا إذا نواه الزوج فإن لم ينوه فلا شيء عليه.

جاء فى المغنى لابن قدامة: إذا كتب الطلاق, فإن نواه طلقت زوجته وبهذا قال الشعبي, والنخعي, والزهري, والحكم, وأبو حنيفة, ومالك, وهو المنصوص عن الشافعي. انتهى.

وعلى هذا فإذا كنت لم تنو طلاقا بما كتبته فلا يلزمك شيء إذا رأيت زوجتك أو رأتك بواسطة الكاميرا فى أي وقت شئت ولو قبل الالتحاق بها.

وإن كنت قد نويت أن الطلاق يقع عند رؤية زوجتك فى الكاميرا قاصدا مدة معينة تنتهي بالتحاقك بها ففى هذه الحالة لا يقع الطلاق إذا شاهدت زوجتك فى الكاميرا بعد التحاقك بها؛ لأن اليمين مبناها على نية الحالف. جاء فى المغنى لابن قدامة: وجملة ذلك أن مبنى اليمين على نية الحالف, فإذا نوى بيمينه ما يحتمله, انصرفت يمينه إليه, سواء كان ما نواه موافقا لظاهر اللفظ, أو مخالفا له. انتهى.

وفى حال ما إذا حصل المعلق عليه " المشاهدة بينكما " قبل التحاقك بزوجتك فإن الطلاق يعتبر نافذا ولا يمنعه كونك قد عقدت عليها فقط, فالمعقود عليها عقدا شرعيا تعتبر زوجة يلحقها الطلاق, ويكون بائنا إذا حصل قبل دخول أو خلوة, وراجع التفصيل فى الفتوى رقم : 117650.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني