الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياة عيسى عليه السلام وكونه في السماء خاص بما قبل نزوله في آخر الزمان

السؤال

أشارت تفاسير القرآن إلى أن عيسى حي في السماء، وكذلك الأحاديث.
سؤالي: هل سيستمر القرآن الكريم في الإشارة إلى حياة عيسى في السماء بعد نزوله مرة أخرى وبعد موته ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكون نبي الله عيسى عليه السلام حيا في السماء لم يمت هو الراجح عند أهل العلم، لما تواترت عليه ظواهر الأحاديث النبوية الصحيحة، وقد سبق أن بسطنا القول في أمر عيسى كله، وبينا وجه الجمع بين ما تحتمله آية النساء وآية المائدة من تعارض، وذكرنا أن الراجح الذي عليه الكافة أنه لم يمت.

وذلك في فتاوى كثيرة، راجع منها ذوات الأرقام التالية: 9992 ، 29269 ، 6073 ، 18818.

لكن ما جرى في الآيات والأحاديث من ذكر حياة عيسى، وكونه لم يمت، خاص بما قبل نزوله في آخر الزمان، أي أنه الآن في السماء لم يمت، أما بعد نزوله في آخر الزمان إلى الأرض وقتله للدجال، وكسره للصليب، ..الخ فسيموت وسيصلى عليه المسلمون ويدفنونه بالمدينة، كما جاء في الآثار .

قال مكي: وروى ابن وهب عن مالك أنه قال: " يموت عيسى (في المدينة) فيدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومع أبي بكر وعمر، وقد ترك موضع قبره بينهم. وقال أيضا: قال عبد الله بن سلام: نجد في التوراة أن عيسى يدفن مع محمد صلى الله عليه وسلم.. اهـ

وليس في القرءان ما يشير إلى بقاء حياة عيسى في السماء بعد نزوله إلى الأرض، بل الذي يدل له القرآن خلاف ذلك، لأن مرجع الضميرين في قوله تعالى: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا {النساء:159}، إلى عيسى على الراجح عند المفسرين.

قال الشوكاني: وقد اختار كون الضميرين لعيسى ابن جرير، وقال به جماعة من السلف، وهو الظاهر.

فخلاصة القول: أن عيسى بعد نزوله إلى الأرض، وبقائه فيها مدته سيموت ويدفن، وليس في كتاب الله تعالى ما يشير إلى خلاف هذا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني