الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يمكن مراجعة الزوجة بعد الطلقة الثانية

السؤال

قبل 4 سنين كتبت كتابي على خطيبتي، وخلال هذه الفترة وقع خلاف بيننا وحلفت عليها إذا دخنت الأركيلة فهي طالق وأركلت، فراجعت الشيخ فقال إنها تعتبر طلقة، وقرأ علينا نص الكتاب الأساسي بحضور شاهدين دون إخبار أهلنا. والآن نحن متزوجان منذ 4 سنين، ولدينا ابنتان وقد حاولت كثيرا معها لانزعاجي من تذمرها من الأولاد والدعاء عليهم وبالأخص بسبب صوتها العالي والصراخ لطول هذه الفترة، وكان يزعجني دائما صوتها العالي، وبعد أن يئست أخبرت أهلها ليعظوها، ولكن ما من فائدة ترجى فأقسمت منذ أسبوع بأنها إذا عادت لترفع صوتها أو تدعو على الأولاد فإنها طالق، وأنا كل همي أن ترتدع عن هذه الافعال وبالفعل خفت حدة صوتها ولكن الطبع يغلب التطبع فعلا صوتها وأنا أعلم أنها تحبني وأحبها. فسؤالي هل وقع الطلاق وتعتبر هذه الطلقة الثانية وما علي أن أفعل. ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالطلاق قبل الدخول والخلوة الصحيحة طلاق بائن لا يملك الزوج فيه الرجعة إلا بعقد جديد تتحقق فيه شروط وأركان الزواج ومنها الولي ، فإن الجمهور على بطلان الزواج بغير ولي؛ كما بيناه في الفتوى رقم : 111441.

وعليه؛ فقد كان عليك حين عقدت على زوجتك بعد طلاقها قبل الدخول أن تعقد عن طريق وليها ، لكن إذا كنت فعلت ذلك معتقدا صحة الزواج على مذهب أبي حنيفة (رحمه الله) فالعقد صحيح ولا سيما بعد طول المدة ، وانظر الفتوى رقم : 46605.
وعليه؛ فقد وقع على زوجتك الطلقة الثانية بمخالفتها لك فيما حلفت عليه ، غير مكرهة ولا ناسية.

وما دامت هذه هي الطلقة الثانية فلك مراجعة زوجتك قبل انقضاء عدتها ، ولمعرفة ما تحصل به الرجعة راجع الفتوى رقم : 54195
وهذا المفتى به عندنا في الحلف بالطلاق هو مذهب جماهير العلماء خلافا لشيخ الاسلام ابن تيمية (رحمه الله )

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني